دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

" ماسحة الأحذية ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
---------------------------------
( أخر ما جادت به قريحة الكاتب ؛ ولم يسبق نشر النص من قبل )
" النص ليس بريئاً بما فيه الكفاية .. ؟؟!! .. فالنص " رمزي مرمز " .. والكاتب لا يعني به أي بعد سياسي .. ولا يقصد به المس ( برأس الهرم ) ؟؟!! .. اللهم إلا إذا كان للقارئ رأيًا غير ذلك ؟؟!! .. فالكاتب ليس مسؤولا عن آراء الآخرين .. " .
تنويه :
النص مستوحى من تلك الصورة التي تم نشرها على بعض المواقع .
إهداء خاص :
.. إلى بطلة النص " المفترضة " .. " ماسحة الأحذية " .
.. وإلى الأستاذ الراقي الأديب المبدع " مجيد الزبيدي " الذي أوحى لي بفكرة النص من خلال الصورة التي قام بنشرها .
تقديم : 
أحداث وشخوص النص - قد تكون - حقيقية ؛ ومن المحتمل أن تكون قد حدثت على أرض الواقع ... رغم أنها محاولة أدبية ذاتية من خيال الكاتب - قد تكون - مطابقة للواقع ؟؟!!.
مقدمة :
النص لا يعالج " قضية شخصية " لسيدة / فتاة بحد ذاتها .. ولكنه يعالج " قضية اجتماعية عامة " لمجتمع / مجتمعات .
( الكاتب )
--------------------
" ماسحة الأحذية " ؟؟!!
.. ماذا بك أيها الرجل تحملق بي هكذا ؟؟!! ... ماذا بك بالله عليك ؟؟!!
.. وما الغرابة في الأمر يا هذا ؟؟!! 
لماذا تحملق بي هكذا وأنا أجلس مطرقة إلى الأرض منكسة الرأس هكذا ؟؟!! .
.. هل أعجبك منظري يا هذا ؟؟ .. أم تراه قد أعجبك قوامي وقدي وجمالي وشكلي بعد أن قمت باستعراض جسدي من أخمص قدميّ حتى قمة رأسي ؟؟ .. ورحت تستطلع وتستكشف مواطن الجمال في جسدي ؟؟!! .
أم تراك كنت تود لو أن لا أكون مطرقة إلى الأرض هكذا لكي تكتمل الصورة .. لكي يكتمل مشهد وصورة الجمال من وجهة نظرك ؛ وذلك عندما تشاهد وجهي .. عيوني .. ؟؟ .
.. يا لك من رجل نهم حقًا .. ويا لك من رجل متطفل بالفعل .. فيبدو جليًا واضحًا بأنك لم تكتفِ بمشاهدة جمال جسدي فحسب .. واستبد بك الطمع والجشع أن تشاهد جمال وجهي وعيوني أيضًا ..؟؟ لكي تشبع نهمك وترضي غرورك وفضولك . .. فيا لك كم رجل طماع وجشع حقًا.
عجبي بأنك لم تهتم بالجوهر ؛ وكان اهتمامك منصبًا على المظهر فحسب .. وعلى القشور .. فاكتفيت بالتمتع بمشاهدة الجسد مني ومحاولة مشاهدة الوجه والعيون أيضًا ... وهذا هو كل ما يهمك ؟؟ .
لم تحاول أن تدخل إلى أعماق نفسي كي تعرف سر هذه الحالة التي أعيشها وأحياها .. لم تحاول أن تدرك أبعاد المعاناة وحجم المأساة التي أعيشها .. ولم تكلف نفسك عناء التفكير بما حدا بي لأن أكون على هذه الحالة .. وما الذي دعاني أن أكون " ماسحة أحذية " ؟؟!! .
أم تراك تظنه مجرد " ترف " مني أن أفعل هذا ؟؟!! .. أم تراك تحسبه مجرد استعراض " صورة " للذكرى أظهر بها كي أزين بها جدار بيتي المتآكل المتهاوي المتهدم الآيل للسقوط ؟؟!! .
" ماسحة أحذية " ؟؟!! .. نعم ؛ فالصورة توحي بذلك بشكل جيد .. اللهم إلا إذا كان بك " عمى ألوان " .. أو " عمى قلب " .. أو لعله " عمى البصيرة " .
.. سطحي ... رجل سطحي أنت يا هذا ... مثل الكثيرين من أمثالك .. تكتفون بالمظهر دون الجوهر .. تكتفون بقشور الأشياء فحسب .. فتفكيرك العقيم لا يتعدى موطئ قدميك فحسب .
إن تفكيرك العقيم لم يدرك مدى الفاقة والعوز الذي أعانيه .. والذي أدى بي إلى هذا الحال .. وإلى هذا المآل .. لأن أكون " ماسحة أحذية " ... وهي مهنة شريفة في كل الأحوال .
هاها .. هاها ... ها أنت تتقدم مني ببطء شديد وأنت ما زلت تمعن النظر بي .. وأنت تحاول أن تصدر حركات متعمدة مفتعلة .. كي تسترعي انتباهي وتلفت نظري وتجعلني أرفع رأسي عن الأرض كي أرحب بالقادم الجديد الذي يود أن " يمسح الحذاء " خاصته .. ويبدو بأنك قد وطدت العزم وفي قرارة نفسك أن تتمتع بمشاهدة وجهي الذي صورته لنفسك بأنه " وجه القمر " .. وأن تستمتع بالنظر إلى سحر عيوني .. التي تصورت بأنها " عيون المها " .. أو ربما أكثر جمالًا من هذا وذاك .. وأن تشنف أذنيك بسماع صوتي الذي توقعته أن يكون " كصوت العندليب " .. أو " صوت الكروان " ...أو لعله أكثر جمالًا ؟؟!! .
.. خاب فألك يا هذا ... فسوف لا يحدث أي أمرٍ من هذه الأمور بالمطلق ؛ فلن ترى وجهي يا هذا .. لا ولن ترى عيوني ولن تسمع صوتي .. فإن كنت راغبًا وبحق أن تقوم " بمسح الحذاء " خاصتك .. فما عليك سوى أن تضع أحد قدميك فوق هذا الصندوق ؛ ثم القدم الآخر .. كي تترك لي المهمة .
.. قد تسول لك نفسك – المريضة – أن تحاول ( المناكفة ) و ( المشاكسة ) بعد انتهائي التام من القيام بالمأمورية المنوطة بي " بمسح الحذاء " خاصتك بالتأهب للمغادرة دون أن تدفع لي أجر ما قمت به من جانبي من عمل ؛ لهدف – غير نبيل – تنتويه في سرك ؟؟ .
لعلك تقصد من تلك الحركة المفتعلة التي تنتويها أن أرفع رأسي وعيوني عن الأرض ؛ وأنظر إليك أسألك الدفع .. ولعلك كنت تنتظر مني أن أستعطفك وأتوسل إليك أن تقوم بدفع الأجر ؟! .. ولكن " خاب فألك " يا هذا .. فأنا لن أفعل مثل هذا الأمر ولا ذاك .. فليس من شيمتي أن أفعل شيئًا من هذا بالمطلق ..
فكرامتي وعزة نفسي وإبائي وشيمتي تحول دون هذا وذاك ولا تسمح لي بأن أفعل أي أمرٍ منها .
حقًا بأنني " ماسحة أحذية " .. من أجل كسب قوتي وقوت أسرتي اليومي بالشرف والعرق لا بالابتذال الرخيص والاستجداء .
.. أوه .. ما هذا ؟؟!! .. يبدو بأن ما توقعته من جانبي وفي نفسي قد حدث بالفعل .. فها أنت تغادر المكان بعد أن أتممت من جانبي عملية " مسح الحذاء " خاصتك وبشكل جيد .
.. فها أنت تغادر دون أن تدفع لي أجر ما قمت به بدوري من عمل ؟؟!! .. وهذا ما كنت أتوقعه في سري بالفعل ؟؟.
.. فها أنت تحث الخطى مغادرًا .. وها أنا أسمع وقع خطواتك المتسارعة وأشاهد أقدامك دون أن أرفع رأسي ونظري عن الأرض .. كي أسألك الدفع .. أن أستعطفك .. أن أتوسل إليك - حسبما كنت تعتقد - ؟؟!! .
مهلًا يا هذا .. عليك أن تعود إليّ .. إلى هنا حيث أجلس .. فأنا لم أكمل المهمة بعد ..
.. فلقد سهى عليّ أن أقوم بعملية إزالة الأوساخ والغبار والمسح ؛ ليس لحذائك أعني يا هذا .. ولكن ... لضميرك ؟؟!! .

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 274 مشاهدة
نشرت فى 8 نوفمبر 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

577,061