دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

أنا هنا ارتقب السنا
لم أسرق النيران
وما سرقت مرة حلوى من الصبيان
ولا كسرت غصن ليمون ولا طعنت
نخلة ولم أخن بيارة ولم أبع بستان
وما خذلت مرة
أيا من الجيران
لم أشهر السلاح مرة
بوجه إخوتي
وما خدعت زوجتي
لم أزرع الدموع في الأجفان
لكنني رفضت دونما تحفظ
مع سبق إصرار
مذلة القيود والسجون والسجان
في الفكر في الفؤاد والوجدان
والمشي فوق حبل أزمتي كبهلوان
كتبت للحقول للنخيل
للطل في خدود الزهر
للشروق للأصيل
لموزة لبرتقالة لسروة وظلها الظليل
كتبت للسفوح والسهول
لقبة الصخرة للمهد
و للجليل
كتبت للدراق والخوخ وللتفاح
والكروم في الخليل
لكنني اتهمت بالإخلال بالنظام
وأنني أحارب السلام
وأن خطوتي إجرام
ونظرتي تجسس
وبسمتي خيانة وهمستي
إجرام
وأنني أحرض الجميع للخروج عن أوامر الإمام
وأنني أدعو إلى العصيان
في عالم يحارب الأقلام
يحارب التبيين والبيان
يحارب الإيمان
يحارب المظاهرات ينكر التعبير
ينكر التغيير
يرفض التنديد بالعدو لا يطيق الإعتصام
يخنق إنسانية الإنسان
ويفتح المحاضر
لقطرة الحبر للدواة والدفاتر
لوجنة الكتاب وابتسامةالمساطر
للفكر واللسان
ومن يخط للغد المرجو أغنيه
بعمره يخاطر
بقوته وبيته يخاطر
عوقبت يا أحبتي لأنني
أسير في ملاعب الصغار
في مجالس الكبار
لأنثر الأمل
وازرع الشفاه بذرة ابتسام
أوزع الأحلام
وأرفض النزاع عندنا والانقسام
نعم هتفت يا أحبتي:
أصابع الحروف تفتح الطريق للضياء
لكي يبدد الظلام
حاربني الزعيم والإمام
وقيل أنني بما أخط أقطع الزمام
أعلنت خارجا عن الإجماع
خالعا لربقة الإسلام
حاربني حثالة من الشيوخ لا يرون
في الحنيف ديننا سوى اللحى
سوى عمامة كأنها لديننا لجام
أقول: في غد
يصير كل ظالم في قفص اتهام
أقول في غد
يبدد الضباب ينقشع الغمام
وتقفز الشمس التي تعصبت عيونها
فراشة زهية الضياء
تدور في حدائق السماء
في فمها قيثارة تدندن الألحان
وتنهض السهول من سباتها
ترفل بالندى والأقحوان
وترتدي غلالة بهية الألوان
تباشر الغناء
تمد كفها تعانق الفلاّح
و تشرب الأنخاب في كؤرس سنبله
وتقرع الأقداح
نخب الذي استراح
من قيد الانفتاح.والحصار
..وذل الاجتياح
وتنكأ الجراح
. و.. يسمع الأطفال شدو حسون وعندليب
للفجر والمغيب
ويضحك الزمان من غباوتي
يقهقه الصباح
لم اسرق الأولمب يا مولاي إنما
رفضت أن أبيع هامتي
وعزة الجبين
بحفنة من الطحين
ولتر مرجرين
رفضت أن أدوس جبهة الأشعار
رفضت أن أقايض الإباء
ولون الانتماء
بمكتب فخم الأثاث فيه
سكرتيرة حسناء
تريد يا مولاي في مرسومك الأخير
أن تغلّف العقول
وان يكون صوتنا معطلا
لساننا مكبلا
والفكر مغلقا وفمنا مقفول
وان نصاب بعد كل خطبة جوفاء بالذهول
تريد أن نظل كالغثاء
تجرفنا السيول
وان تدور الكرة الأرضية
ولا نحس بالمناخ أو تعاقب الفصول
وأن نظل مثل أهل الكهف
ندور حاول ساقيات الحكم كالثيران
كالعجول
لكنني ككل شاعر
رفضت رغم حنقك التنازل
رفضت فكرة التآكل
رضيت بالجراح والنزيف
ولم أقايض النضال بالرغيف
تراشقت علىيّ من يدي عبيدك النصال
ونظرة من ودهك المخيف
حملت صخرتي إلى القمم
كتمت في الضلوع آهتي
لم اعبد الصنم
لم يعمني البريق
لأن فكري ليس أمريكا الذي
يرسم لي خريطة الطريق
أمّيز السموم في الدسم
واستلذ آهة العناء في تسلق القمم
ونمت رغم القيد والجراح ملء أعيني
وأنت في فراشك الوثير لم تنم
لأنني أقض مضجعك
لأن بيت شعر من يديّ أوجعك
فتذهب ومن معك
فحاربوا الشموس والقمر
لكنكم لن تهزموا الفكر
ولن تغيروا مسيرة التاريخ
فلتأخذوا من كل فرعون العبر
ومما خطه شلي
عن رعمسيس عن تمثاله الحجر2
لم اسرق النيران لم ازوّر العنوان
لكنني رضيت أن أعايش الأحزان
لكي يظل المجد للأطفال للإنسان
وتورق الأغصان
ويرحل الشوك عن البستان
من أول الزمان
والنصر للمستضغفين للإنسان
ويسقط السلطان والأعيان
*تقول الأسطورة: أن سيزيف اغضب الآلهة فعوقب بحمل صخرة إلى القمة وكلما وصل تدحرج إلى السفح وهكذا...............
2إشارة إلى قصيدة الشاعر شلي بعنوان رعمسيس

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 86 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

577,783