دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

مناقشة تغريبة خالد ابو خالد في دار الفاروق
ضمن الجلسة نصف الشهرية التي عقدتها دار الفاروق، تم مناقشة ديوان تغريبة خالد أبو خالد، وافتتح الجلسة الروائي محمد عبد الله البيتاوي، منوهًا إلى أهمية دور وزارة الثقافة الفلسطينية في تعريف القارئ بهذا الشاعر الكبير، ودوره في الساحة الشعرية الفلسطينية، رغم أنه لم يأخذ حقه من النقد كما هو حال الكثير من الشعراء.
ثم فُتح باب النقاش فتحدثت الأستاذة فاطمة عبد الله، قائلة: الإصرار على الحياة حاضر في الديوان، فالشاعر هو ابن شهيد، فنجد دروب الحياة علمته الكفاح والمثابرة، لهذا نجد شعر خالد أبو خالد فيه حميمية خاصة، فالهم الوطني والقومي حاضرًا في شعره، فهو شاعر ثوري متمرد، إن كان على صعيد الشكل أم المضمون.
في قصيدة "معلقة على جدار مخيم جنين" نجد التوحد بين مشاعر الشاعر وما يقدمه في القصيدة من أفكار، فهناك تجانس بين السرد وتكرار بعض المقاطع، بحيث لا يجد القارئ أهمية هذا (التكرار) في إثراء القصيدة، ونجد إيقاع الموسيقي حاضرًا في القصيدة.
ثم تحدث الشاعر جميل دويكات قائلاً: خالد أبو خالد شاعر مطلع على التراث العربي الإسلامي، لهذا نجده يتقاطع كثيرًا مع نصوص وأحداث تراثية، كما أن الشاعر مطلع على طبيعة المجتمعات العربية وتركيبتها السياسية، لهذا نجده يسبق عصرة عندما تحدث عن الكويت، الشاعر يكتب قصيدة واحدة لكن بصيغ متعددة، وشعره شعر ملحمي، لهذا نجد قصائده مترعة بالأفكار وتتجاوز زمانها إلى أزمنة أخرى، أما فيما يتعلق بالشاعر فهو شاعر حر، مكافح، وهذا ما نجده في الديوان.
ثم تحدث الأستاذ "سامي مروح" قائلاً: خالد أبو خالد حرمه الاحتلال من وطنه وهو يعيش حالة الغربة والاغتراب، نجد شعر خالد أبو خالد لا هو مباشر ولا هو رمزي، وهذا ما يحسب للشاعر، حتى أننا أحيانًا نجده متمرد على الواقع، ناغم إحساسنا بأنه يتحدث عن حدث معروف لنا، كما هو الحال في قصيدة "معلقة على مخيم جنين" ونجد قصائده عميقة، لا يمكن إلا أن يقف عندها القارئ متأملاً، فهناك زخم تراثي ومعرفي عند الشاعر لا بد أن يستوقف القارئ.
أما الأستاذ نضال دروزة فتحدث قائلاً: سأبدأ من آخر قصيدة في الديوان، والتي كتبها عام 1963، قبل هزيمة 67 بأربع سنوات فقط، والتي يقول فيها:
"لم أزل لكل قدم أصيح: قف
الرعب حيثما التفت
أينما ذهبت
كيفما غفوت
يومنا بحيرة من قار" 
فهذه القصيدة التي أهداها إلى فاروق شوشة، فيها من الرؤية المستقبلية للواقع العربي، ما يدل على أن الشاعر يتجاوز عصره، وكأن الشاعر كان يعي ما ستؤول إليه أحوالنا في المنطقة العربية.
وفي قصيدة "تجربة الصمود" والتي كتبها قبل احتلال67 بشهور قليلة، كان يدعو إلى ضرورة استمرار الشعب الفلسطيني في مقاومته، لكن بلغة شعرية، وليس بلغة الخطاب والصوت العالي، كل هذا يجعلنا نقول أننا أما شاعر استثنائي من الضرورة أن نفتخر بوجوده وبحضوره كشاعر فلسطيني.
أما الشاعر عمار دويكات ففي ورقته النقدية جاء فيها:
"الملحمية الكامنة والدلالات المطلقة في تغريبة خالد أبو خالد/ عمار دويكات 2018: للقارئ غالبًا نظرة أولى في أي نص يقرؤه، وله انطباع مبدئي حول تركيبة النص ورؤيته، فكانت نظرتي الأولى صائبة، وانطباعي المبدئي في مكانه، فنحن أمام هامة شعرية وشعورية سامقة، تنتقي الكلمات التي تحمل الدلالة المطلقة، الكلمات التي تقهر الموت، وتصعد إلى سدرة التمرد والبقاء. يصعب على من يقرأ لخالد أبو خالد، أن يختار من أية حديقة يقطف وردة الشعر والحياة، فأنا وجدت نفسي أنساق وراء هذا النظام المتواتر من المعاني والكلمات المسيطرة والتي لا تعطيك مجالاً للهروب من لسعتها الممتعة، فحين يقول أبو خالد ".. للورود وظيفتان يقول عاشقها: أحبكِ.. هل نموت؟ ترد من وجع البيوت –ولا تموت- أنا أحبك. للورود وظيفتان.. فوردة لحبيبتي.. وأخرى.. لمقبرة العواصم".. فكيف يكون بعد هذا الشعر شعرًا. الموسيقى في شعر أبو خالد تتراقص، تتدلل رغم الوجع الذي يسكن سلمها الموسيقي. يخرج أبو خالد عن الرتابة، فتشعر أن القصيدة كتبت على أكثر من بحر من التفعيلات المنسجمة والمتقابلة، إن الملحمية الكامنة في شعر أبو خالد، تتسابق في الصور الفنية، والإغراق الرائع للكلمة، كأنه يطلق ألف سهم ليصيب كبد المعنى، على الرغم من أنه من أول سهم أصابه، يُمسك أبو خالد بالمعنى والمبنى.. بين الشكل والمضمون.. بين الموت والحياة.. بين البعض والكل، فإذا ذكر الهلال، ذكر الصليب، وإذا ذكر الوداع، جعل له فناجين ممتلئة بآخر رشفة من قهوة اللقاء. إذن، نحن أمام قامة سامقة.. خميرتها الشعرية ساحرة، قامة شعرية أقل ما يقال فيها.. عالمية الشعرية.. ومطلقة الدلالة..". 
ثم تحدث الأستاذ رائد الحواري، منوهًا إلى أن الشاعر استخدم الإيقاع السريع في القصائد الطويلة، مما جعل القارئ يشعر بأن الشاعر يريد أن يتحدث عن أمور كثيرة ولكن الوقت لم يسعفه، ولهذا، ورغم طويل بعض القصائد، إلا أننا نتناولها بسهولة ويسر، وهذا يشير إلى قدرة الشاعر على إقناع المتلقي بما يقدمه، ليس على مستوى المضمون فحسب، بل على مستوى الشكل أيضًا، وإذا ما توقفنا عند أي قصيدة في الديوان، سنجد فيها ما يشير إلى التوحد بين العقل الواعي والباطن للشاعر، بحيث لا نقتنع ونؤمن بما يقدمه فقط، بل ونتوحد مع القصائد المقدمة كما توحد الشاعر مع قصائده.
وقد تقرر أن تكون الجلسة القادمة يوم السبت الموافق 27/10/2018 لمناقشة مجموعة من القصائد للشاعر المصري "أمل دنقل".

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 154 مشاهدة
نشرت فى 16 أكتوبر 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

578,726