دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

 حوار جنين مع أمه
بقلم عبد الامير الشمري
مهندس استشاري
عادة النساء عند الحمل يخضعن لفترة تسعة أشهر يحملن جنينهن وفي بعض الأحيان سبعة أشهر ويسمى سباعي والبعض ثمانية أشهر ويسمى ثماني وهذا حياته مرهون بالبقاء أو الموت... هكذا يقال في علم الولادة. والموضوع الذي نتطرق أليه هو موضوع حوار جنين لازال في بطن أمه .. مع أمه ... هذا الحوار من نوع خاص وأعتقد حوار شرعي ومرتبط بعملية الحياة ودونها ولابد من المرور بها مهما شاءت الظروف أنه علم الأجنة .. كيف يحاور جنين أمه ... أنها مداعبة قد لا تخطر على بال أحد ولكنها حقيقة ... السؤال الذي يطرحه الجنين على أمه ... من أنا ... ومتى سأخرج إلى هذا العالم؟ وما هو نوعية هذا العالم؟ وهل بقائي مرهون بنوعية العالم أو هي مدة زمنية لابد المرور بها؟... أسئلة تدور وتعتبر من ضمن هذا الحوار.
الجنين: أماه ... متى أخرج إلى هذا العالم التي أنت فيه؟
الأم: تجهش بالبكاء وتمتنع عن الإجابة ... بالرغم من مطالبة الجنين بهذا السؤال.
الجنين: هل أنت تخشين هذا العالم وتخافين منه ... لأنه مؤثر على جنينك؟
الأم: تمتنع عن الإجابة وتحاول تغيير مسار أسئلة الجنين ... أنك حبيبي وحياتي وأعز ما أملك أرغب أن تكون في مأمن من هذا العالم ... وأن كان عالم مقدر عليك ولا هروب منه أنه عالمك أن شأت أو أبيت.
الجنين: أتعتقدين أن هناك فترة زمنية محدودة للبقاء معك داخل رحمك؟
الأم: نعم يا عزيزي لديك مدة محددة شاءت الأقدار أن تخضع لواحدة منها والتسهيل من رب العالمين.
الجنين: كيف يكون شكلي عند الخروج وما هو كلامي وهل تتطابق مع الرؤيا الموجودة لديك؟
الأم: لا يا حبيبي شكلك ليس معروف وملامحك ليس معروفة سوى في حالة واحدة إذا كنت صبياً أو بنت ... في تلك الحالة سيكون شكلك محدداً.
الجنين: أنك دائماً مترددة في الإجابة وليس لديك قواعد وأنظمة تعزز أجوبتك وإنما هناك خوف وتردد ... لأنني أتصور أن العالم الذي سأخرج أليه عالم مريض وجشع ومنافق ولا يتمتع بأبسط قواعد الأخلاق وتحكمه قوانين الغاب ... وليس قوانين الحياة التي تؤمن وتحافظ على تلك المخلوقات من العبث والقتل والغدر.
الأم: نعم يا عزيزي أنه عالم ظالم ... عالم يفتقر إلى أبسط شروط الحياة أنه عالم لا أرغب أن تكون أنت فيه.
الجنين: ولكن قلت أن لي فترة زمنية وسأخرج لأجابه هذا العالم ... لماذا لا تعطيني بعض المقدمات عن هذا العالم لكي أكون جديراً بالتصدي له على ضوء المعطيات.
الأم: أنك دائماً تحرجني وأتمنى من الله أن يبقيك في رحمي لحين يتبدل هذا العالم.
الجنين: نعم يا أماه هذه مطالب لن تنفذ دائماً أمنيات وأحلام ... ونحن على ما أعلم في عصر التكنولوجيا والتقدم ... وعجلة التاريخ تسير بسرعة نحو الابتكارات والاختراعات والاكتشافات أنه عالم مجنون وصارخ ... لم يكن مفصلاً عليّ أو عليك وإنما مفصل على هذه الطبقة التي تحكم بقدراتنا جميعاً بالرغم من كونها مسخرة لنا جميعاً هذا العقل المدبر الذي وضع الله كل الصفات به لكي يحي ويموت بأمره ... أنه شاء ونعم الحسبان.
الأم: دعني أقول لك شيء واحد ... عندما أنام ... قد تكون أنت مستيقظ أو بالعكس لكن في كلا الحالتين هو ارتباط عضوي بين الحركة والسكون ولولا تلك الحركة والسكون لما عاش الأيمان في قلوبنا.
الجنين: عند علمي أني أقارب على الخروج وأنك الآن مشغولة بالترتيبات اللازمة لكي تؤمني لي كل شيء من رضاعة ومأكل ومشرب وغيرها من الأمور المطلوبة وتزينين بها بيتك بكل أنواع ما ترغب به الطفولة.
الأم: أنني في انتظار ذلك اليوم وتلك الساعة واللحظة التي ستخرج منه وأنت معافى من رب العباد هذا هو دعائي وأتمنى من الله أن يستجيب أنه نعم المولى ونعم البصير.
بقلم. عبد الامير الشمري
مهندس استشاري

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 131 مشاهدة
نشرت فى 15 أكتوبر 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

577,974