جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
لا تُعَكٌِر صَفوَها )
فالمَرأةُ مِثلَ ماءٍ رائِقٍ في الجَدوَلِ
فلا تُعَكٌِر صَفوَهُ ... ولا تَخوضَ بِهِ وتَغفَلُ
فالمَرأةُ وَردَةُُ في غُصنِها ... أو هي في حَقلِها قُرُنفُل
عِطرُها والشَذى لِروحِنا مُرسَلُ
نَشُمٌُها فَتَزدَهي ... وبالجَمالِ تَرفُلُ
بألفِ لَون ... تَخالَها حَديقَةً ... كَيفَما تَنَقٌَلُ
كأنٌَها بَسمَةُُ تَطوفُ ما بَينَنا ... من ثَغرِها يُشرِقُ الأمَلُ
فَراشَةُُ تَحومُ في رَوضِها لِلرَحيقِ تَنهَلُ
خَطَرَت أمامي فَخِلتها ظَبيَةُُ ... بَل مَلاكُُ مُرسَلُ
تَلَفٌَتَت فَرَأتني بَينَها الأجَمات ... أرقُدُ
فأوجَفَت .. وهيَ تَنهَدُ
وكَفٌَها فوقَ نَهدِها ولَحظِها يَكادُ مِن خَوفِها يَجمَدُ
تَمتَمَت بإسمِهِ رَبٌَها ... وكَرٌَرَت تُرَدٌِدُ
خاطَبتَها : ... وقَد شاقَني التَوَدٌُدُ
ياغادَتي لا تَجزَعي ... فأنا فارِسُُ والبَوادي تَشهَدُ
وَتَشهَدُ صَهوَتي ... وسَيفِيَ لا يُغمَدُ
قالَت : ومالي أراكَ إذاً تَرقُدُ
أخجَلَت رُجولَتي ... فَلِمتُ نَفسي كَيفَ لا زِلتُ ممَدٌَدُ ؟
أجَبتها : إستِراحَةُُ بَسيطَةُُ وبَعدَها أُرعِدُ
فَوَقَفتُ ... وإمتَشَقتُ سَيفيَ المُهَنٌَدُ
وأمتَطَيتُ صَهوَةَ الجَواد ... لِلقادَةِ أُقَلٌِدُ
قالَت : لَقَد أعجَبتَني يا فَتى ... والدَمُ في العُروقِ يوقَدُ
لَعَلٌَ لي معَ الرُجولَةِ مَوعِدُ
أجَبتها : رَدٌِدي ما قُلتِ لي... فَرَدٌَدَت تُنشِدُ
أعجَبتَني ... أعجَبتَني ... أيٌُها السَيٌِدُ القائِدُ
قُلتُ في خاطِري ... رُبٌَما من لَحظَتي أولَدُ
أفَقتُ من غَفوَتي ... يا لَيتَهُ حُلُمي يُجَدٌَدُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية