الإعلام المحنط ..
...
الإعلام يرفض السلطة التي يستمدها من كونية الإنسان في إثبات ذاته وفرض وجوده وتحريره مما يحيط به من غربان وأسلاك شائكة . وهواء ملوث . ولصوص تميع مصيره وتمتص دمه المالح .
الإعلام موجه بمال قذر يذبح الحقيقة من الوريد الى الوريد . هو طفيلي يتنفس في مستنقع اليبس والجفاف . يتفاعل مع الرتابات الوضيعة بين عاهات . 
يتكولس على موائد الصالونات ليحلب من بقرة الإشهار . ينافق . يجامل . يمسح الأحذية المسرطنة بخداع . يحترف النباح . ويجتر البؤس من خطوط الإفتتاحيات التي ترفع الوضيع وتطفئ شموع الحرية . 
بين الإعلام والحرية مسافة ضوء وظلام . لا أحد يجد كينونته في إعلام يراوغ الضمائر ويسرف في الضلال . لا أحد يغريه عبث التقريريات المقررة منذ شنق المروءة . ومنذ اجتثاث شجر التواصل بين الهوامش المعذبة . وبين هشاشات الأحياء المكدسة على أنينها الأحمر .
في الزوايا الضيقة . يبكي الحجر من هدير الصراخ . بينما يتسلق الإعلام جدران الخفافيش لكي يصيب غنيمة مفقودة بين القمامات . حتى يتصدر فرجات العقم المقنن بوباء .
بين الإعلام والحرية مسافة ضوء وظلام . لا أحد يجد كينونته في إعلام يراوغ الضمائر ويسرف في الضلال . لا أحد يغريه عبث التقريريات المقررة منذ شنق المروءة . ومنذ اجتثاث شجر التواصل بين الهوامش المعذبة . وبين هشاشات الأحياء المكدسة على أنينها الأحمر .
في الزوايا الضيقة . يبكي الحجر من هدير الصراخ . بينما يتسلق الإعلام جدران الخفافيش لكي يصيب غنيمة مفقودة بين القمامات . حتى يتصدر فرجات العقم المقنن بوباء .
محمد محجوبي 
الجزائر