دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ 
♠ ♠ ♠ الاصدقاء ♠ ♠ 
♠ ♠ هم أصدقاء وعددهم أريعة ، إثنان مسلمين ( محمد وأحمد ) وإثنان مسيحين ( عادل ومنير ) ، تعرفوا على بعضهم البعض منذ كانوا في الروضة حتى حصلوا على الثانوية العامه ، وكانوا مجتهدين فى دراستهم وأسوياء فى أخلاقهم ، مما دعى أهلهم إلى تشجيعهم على إستمرار صدقاتهم الجميلة ، ودخلوا ذات الكلية ولكن في أقسام مختلفة ، ومع الأيام كانت تتوثق الصدافة بينهم ، كان محمد الأكثر ثراء منهم ويمتلك سيارة كان يأخذهم إلى الكلية كل صباح ويعود بهم ، وكانوا مرتبطين ببعضهم البعض حتى عندما لم يكن لأحدهم محاضرات في الكلية كان يذهب معهم ، وهكذا إستمرت الصداقة بينهم ، وفى السنه الثالثه كان محمد يرتبط بصداقة بأجمل فتاة بالجامعة ، حيث إشتركا معاً في حب الموسيقى والأدب ، وظلت العلاقة بينهما بكل إحترام ، وكان في الكلية مدرس مساعد (حاصل على الماجستير) يريد أن يتزوج هذه الفتاه الجميلة ، فأرسل إلى أصدقائه الثلاثة كلٌ على حدى ، يسألهم عن العلاقة بين محمد وهذه الفتاة ، والغريب أن إجابتهم كانت واحدة ، إسأل محمد وصدقه فهو لا يكذب ، وفعلا أحضر محمد إلى مكتبه وسأله على العلاقة بينه وبين هذه الفتاه ، فأخبره محمد بصدقه كعادته ، أننا نشترك في حب الموسيقى والأدب لا غير ، فشكره وأخبره أنه يريد أن يتقدم للزواج منها ، فقال له محمد هذا أحسن إختيار فهي إنسانه مثقفه وعلى خلق ، فتقدم لها وتزوجها ويعيشان الأن فى دبي حيث عمل الزوج ورزقهم الله بإبنتان على قدر كبير من الجمال مثل أمهم ، ويزورهم محمد كلما ذهب إلى دبي ، والرائع أن الأربعة أصدقاء حصلوا على البكالوريوس بدرجة إمتياز فعين كل منهم معيداً في قسمه ، وتاتي لهم منحة للحصول على الماجستير في أوربا وأمريكا ، وبرجعوا إلى مصر بعد حصولهم على الماجستير ، ثم بعد قليل تأتي لهم منحة للحصول على الدكتوراه فيذهبوا إلى أوربا وأمريكا ، ولكن بعد الحصول على الدكتوراه يعمل ثلاثة منهم في جامعتهم الأجنبية ، ويرجع إلى مصر منهم فقط محمد ، الذي رفض كل الإغراءات من الجامعة في أمريكا ليظل ليعمل بها ، وقرر العودة إلى مصر ، ولا تنقطع العلاقة بينهم فكل شهر يجتمعون على الإسكايب ليتحدثوا معا لمدة ساعة ، وكان محمد دائم الإتصال بأهل أصدقائه للإطمئنان عليهم ، ويعلمهم أنه معهم كمثل أبناءهم الذين يعيشون في الخارج ، وأخر من تزوج منهم هو الدكتور منير تزوج من زوجة مثقفة ومن عائلة طيبة ، وأرتبط محمد بعلاقة مع أبو العروس مانيلا ، وهو رجل كبير السن ولكنه شديد الذكاء ، وأكثر ما أسعد محمد في هذا الرجل أنه يحتفظ بالمصحف الشريف في علبه أنيقة في منزله ، وكذلك في سيارته ، وإذا ذكر محمد رسول الله ﷺ أعقب إسمه ب ﷺ ، وكان يقول للدكتور محمد أن الله خلق الخلق وأختار أفاضل خلقه وجعلهم للناس رسلا وأنبياء ، ولم ينقطع التواصل بينهما تليفونيا ، وقد تم عقد الزواج في كنيسة قصر الدبارة فى جاردن سيتي حيث تسكن العروس وحضر جميع الأصدقاء من أوربا وأمريكا ليكونوا بجواره ، ويشاركوه فرحته ، وسافر بالزوجة إلى لندن حيث عمله في الجامعة هناك ، وفى مرة وهم يلتقون كعادتهم على الإسكايب ، لاحظ محمد أن وجه منير يبدو عليه الحزن فسأله فعرف منه أن خلافاً حدث بينه وبين زوجته من ثلاثة أيام وسافرت إلى أهلها في القاهرة ، وعرف محمد أن أسباب الخلاف بينهما أسباباً لا تدعو إلى ما حدث فلما إنتهى التواصل بينهم على الإسكايب إتصل محمد بوالد ماتيلدا وإستئذن في زيارته غدا وطلب منه أن تكون ماتيلدا موجوده ، وذهب في الميعاد وجلس فى غرفه مع الوالد ، وسأله ماذا قالت إبنته له عن سبب الخلاف ، قال الوالد لم تقل إلا كلاماً فارغاً لا يدعو إلى مثل ذلك الخلاف ، فطلب محمد منه إحضارها فأتت ومعها والدتها وبعد السلام عليها ، قال لها أن الفرق بيني وبينك أنني أعرف زوجك منذ كنا في الروضة ، حتى حصلنا على الدكتوراه وحتى الأن ، وقال محمد لها كلاماً كثير وهي ترى في وجه الأبوين إقتناعاً بما يقوله محمد ، وأنصرف بدون أن يحدد لها شئ مما يجب أن تفعله ، وبعد ثلاثة أيام ومحمد عائد من الجامعة رن التليفون فى سيارته ، فإذا على الجانب الأخر منير من لندن ، قال له محمد أنه على بعد خمسة دقائق من منزله في روكسي ، وسوف يتواصل معه على الإسكايب عندما يصل البيت ، وحدث فعلاً ، فلاحظ محمد أن وجه منير عليه سعادة ، وقال له منير بالأمس إتصلت ماتيلدا بي من مطار هيثرو في لندن ، وطلبت أن أأتي لأخذها وعندما وصلت أخذتني بالأحضان ، وكأنها أول مرة أشعر بحنانها الفياض ، وقالت لي لقد أعطاني دكتور محمد دراساً لن أنساه في حياتي ، وعرفت من كلامه كم قدرك وكم كنت مقصره في فهمك ، ثم بعد أن إنصرف دكتور محمد من بيتنا ، سمعت من أبي ومن أمي كلاماً ، لم أسمع مثله منهما من قبل ، فأرجو أن تسامحني وأبداً لن أكون لك إلا كما أنت تريد ، وسأل منير صديقه محمد ماذا قلت لها ضحك محمد وقال له قلت لها ما كنت أنت ستقوله لزوجتي لو فعلت فعلتها ، فشكره منير وقال له غداً الأحد سنذهب إلى الكنيسة وسأشعل لك شمه ، وأطلب من الله القادر أن يزيدك حباً للأخرين ، وأن يمتعك بقلبك الكبير.
♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 130 مشاهدة
نشرت فى 29 سبتمبر 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

578,371