وهوى الهوى
أضغاث أحلام هواك وما الردى إلا حصائد نزوة العشاق
ولكم هتفت إذا رأيتك من جوى: سبحان رب مبدع خلاق
ولكم أباحت مقلتي سر الهوى والعين تفضح لهفة المشتاق
والحب ليس عبارة هتف بها شفتان بل نطق بصمت مآق
والحب تدركه القلوب تحسه في صمتنا وبأسطر الإطراق
نادى الفؤاد :أتى الهوى فافرح به لا لاتمته خشية الإملاق
شهدا حسبت الحب يجمعه لنا نحل الزمان فكان مر مذاق
ولكم ظمئت وقلت أنك واحتي والكأس أنت وأنت أنت الساقي
أضغاث أحلام وغيما خلبا كان الهوى وغدا مرار فراق
وحسبت أنك زيت زيتون الهوى فيه الشفاء مغدقا للساق
وظننت أن الحب أخرج شطأه لأرى النضارة في فم الأوراق
وأرى زهور سعادة وسكينة وأرى الرياض بزهرها العبّاق
وأرى قطوف الحب دانية لنا كالخوخ والبرقوق والدراق
وبأنني بهواك أسمو سامقا وبأن حبك سابحات عتاق
وبأنني بهواك صرت كطائر يمضي يصفق في مدى الآفاق
وبأن ليل العمر رغم ظلامه بهواك قاد الشمس للإشراق
وبأن منك البدر يسرق نوره وجميع غيد الأرض مثل محاق
ولكم حسبت هواك نهرا دافقا وهوى جميع الناس ماء سواق
ليل من الأحزان جلل خطوتي وحسبت حبك لحظة الإشراق
وصحوت أسياف الخداع بمهجتي ودمي يسيل بخنجر براق
وهم تسلل للضلوع وخافقي وقذى بأرض الفكر والأحداق
غطى ضباب الوهم دربي والخطى حتى هوى قلبي إلى الأعماق
واليوم أدرك خيبتي وحماقتي وأرى سواد الوهم والإخفاق
يا قلب لا تبك على طلل الهوى دَرَس الغرام فما له من باق
لم يبق لي غير القصائد ملجأ أشكو لها بثي وللأوراق
كأبي فراس غدوت أبكي كلما ( ناجت مطوقة بباب الطاق)