انبعاث خريفي ..
....
منذ تحييد الشمس عن إشاعة شغفها المتآنس في المسك بجاذبية القلوب على امتداد الشرفات وبين خيوط المسارات التي تعصر خجل الخريف على محفل الأفق النابض لذاته .
منذ انتفاضات الأوراق اليابسة وشحوب الأغصان وفزع الطيور . والخريف حائر في توزيع سمفونيته على من يتوخى جداره مرايا لعنفوان الذات . 
هكذا هو الخريف عبورا فصليا لتحرير القلب من قبضة الضباب . على طياته تتداخل ألوان بعضها أصيلة وبعضها دخيل على باقات التشكيل . 
العشق شلال يتفجر من مفاصل الخريف لكي يزهو بديع الشدو نسماته المندفعة فيض الأمل . وأمطار الخريف تتحف هتاف التراب بزخات العطر . فيعيد الفلاح تصميم الحقول على إيقاع يترف البذور برونق الانتشاء . 
كل الكوامن تختمر من نشوة الخريف لتضيف نغماتها للفصل المبطن في عبوره . ما عدا زوابع السياسة تشحن كثبانها على مفترق الرؤى في نذر الإرتياب . 
في آخر شرنقة من التوهج الانساني . تتساكن المطالب على أطيافها وألوانها . تشكل فصيلا من الانبعاث الخريفي يحاول قدر الأصوات المتصلبة أن يخترق سديم الضباب . يقال أن الضباب فظ يقهقه سياسيا بنكتة المهرجانات بين صخورها تشتم رائحة ورشات تشتغل بضبابها حتى اشعار خريف آخر .
محمد محجوبي 
الجزائر