جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
عتبات الجحيم
على عتبات الجحيمِ لَظًى مُسْجَرٌ
لِـبَنينا..
زبانيّةٌ يقتـلون و لا ينظرون
إلى الخلفِ
و الفوق،
مِن غير أمْر الإلهْ..
على عتبات الجحيم،
غـيومٌ تُكحِّلُ جفنَ النهار
الحرونْ
وفي عرصات الحياهْ
فراعينُ، قُـلْ حفنة مِـنْ رِعاع
العساكر ينتشرونَ ، تُدجّجُهمْ
شهواتُ الدّمِ الفظّةُ
وتركبُهمْ للمحارِقِ
خيْلُ الجنونْ...
... ... ...
على عتبات الجحيم
وفي عرصات الحياةِ
جُــنودٌ غِــلاظٌ يُعِدّونَ
للواقفــيـنَ بِسلمِ
وللسارحينَ بِـحُلْم
جحيما يليق ُ بفردوسهم ..
جُــنود يرشّون إخوانَهمْ ، في عَمًى مُبصِرٍ
بـرصاص السلاحِ الذي خابَ
في المعركهْ
ولا يعلمون أنّ الذي سلك
الصبرَ و الموتَ و الخُلْد
قد اقـْـتـفى في المَدَى
عَـلـَناً مَـسْلكهْ.
... ... ...
على عتبات الجحيم
وفي عرصات الحياهْ
لئنْ مُرِّغتْ جبهةٌ في الرّغام،
فـقـدْ شُرّفَـتْ في المقاصل
تحت الرّدى هِمَمٌ و جباهْ
وإنْ أجِّـلتْ رحمةٌ، إذْ ترجّل
موتٌ زُعافٌ،
فقدْ أومضَ الطِّيبُ ممتزجا
برفـيف الصّلاهْ..
... ... ...
على عتبات الجحيم
وفي عرصات الحياهْ
توسّمَ كَهـْلٌ
رجوليّة في رفاق المصير الشبيهِ.
وقلبا رحيمًا بصدرِ ابنِ خالتِهِ العسكريِّ
وخيطَ التشابُهِ بيـنهما في الدّمِ والرّحِمْ
فــعرّى له الصدر و القلبَ..
( قـدْ ينبضُ الخافقان هَوىً لا هوانْ )
وخمّنَ في السرِّ حين تقدّمَ:
هلْ يقتُلونَ اعتباطًا؟ وهلْ يجرؤون
على أن يُبيحوا دِمَانا مَجَانا
على طرقاتٍ مشيْنا عليها سويّا
نراودُ ورْدَ الوطنْ؟
- أجلْ.
حين أزّ الرصاصُ بذيءَ الهطولِ
بساح الشهيدِ..
وجُــنّْ
خيّبَ الجُـنْـدُ ظـنّ التّشابُهِ
بينهما في رغيف الفجيعةِ
في الحِسِّ و النبْـضِ والانتماء
كما في الدّمِ و الرّحِمْ..
بلى، شهوةٌ فظّةٌ من
رصاصٍ ودمْ..
... ... ...
على عتبات الجحيم
وفي عرصات الحياهْ
ترقّبَهُ الحَتْفُ عند الضّحى
واحْتواهُ بُعيْدَ الزّوالِ،
رداهْ..
... ... ...
على عتبات الجحيم
وفي عرصات الحياةِ
تفقّـدتِ امرأةٌ في صديقتها
بقايا حُشاشتِها والصّحابَ:
"كأنْ ما تزال
على قيْـدِ رفْـقٍ مِنَ العُمْرِ
أوْ قَـيـدِ خفْقٍ مِن النحْرِ..
رقتْ بها الروحُ، عند التّراقي،
فتَـبْـسـمُ حينا لِرِقّتِها.
ثمّ تصعد سلّمَها شهقة شهقة..
دفْقةً دفقةً.
سأهمِسُ في أذنيْها الشهادةَ
كيْ تتداركَ
تلوينَ بهجتِها في العُروجْ.."
ولكنّ مِنْ فوقِ سطحِ المنازل
وحْشًا ترصّدها مِنْ بعيدِ..
وصوّبَ في الرّأس.
نَـطّ الرّداء و حَـطَّ..
وتَعْتعَها القتْلُ حتّى انتشاء السّماءِ ..
وألقتْ حمولةَ أوجاعِها في المدى
دُفعةً دُفعتيْن..
ودارتْ على ذاتِها في المتاهْ..
تبسّم إذّاكَ
وحْـشُ السّطوحِ المُحنّكُ بالقنْصِ
عَـلّــك في شـدْقِه عِلـكةً..
واستدارَ لصاحبِه ظافِـرًا
بالمصيدِ الجـديدِ
وأومَأ مِنْ صَلَف سافـِلٍ ..
ثُمَّ تــاهْ..
... ... ...
على عتبات الجحيم
وفي عرصات الحياهْ
أطلَّ أبٌ صامدٌ
مِن وراءِ الشّجى فـبكَى
واصطبَرْ
على خَـبَرٍ محْـضِ مُـرْ
على خبَرٍ صادقٍ كاذبٍ ،بلْ،
بلى صادقٍ
حين زُفّتْ وحيدتُهُ للفراديسِ،
حين نجَـتْ مِنْ خديعتِها بالحياهْ..
ألا إنّ موتًا شريفًا، نجاهْ !
أطلَّ أبٌ مِن تفاصيلِ حُزنٍ كتيم
ومِنْ ذروةٍ في نحيبِ الفجيعةِ:
"ما نحن مَنْ يَـَقِـبلُ التعزيهْ
ستسبقني ابنتي في الرّحيلِ الطّويل
وأسبقـُها في بكاءِ الكــمدْ،
ونغسِلُ بالموتِ أمّتـَـنا المُخزيهْ."
... ... ...
على عتبات الجحيمِ، جحـيمٌ
سيصبحُ أخضرَ عمّا قليلٍ..
وفي ساحةِ القتْلِ، قــتْـلٌ ضروسْ
وجـوهٌ مِن البِـشْرِ ناضـرةٌ
و وُجوهُ زبانيةٍ
مِنْ جحيمٍ عَــبوسْ..
هُــدوءٌ حــذِرْ..
حَـذَرٌ هادئٌ واحْـتضارٌ بَـطيء..
سعيرٌ تَـرَبّصَ بالرّوحِ،
(هيْهات يحرقُ طيْرَ الجِنان السّعيرُ! )
شظايا تُزغْرِدُ في ضلعِ طفلٍ..
ورأس تقيّأ فحْوى الدماغ
دماً في شظيّةْ..
جسومٌ مُحَلحَلةٌ في الطّريق،
( تضيعُ التّفاصيلُ في زحْمة القتْلِ
تَخْفى الملامحُ تحت دبابةٍ في العراء
تُشابُ الحقيقةُ بالنّارِ..
يُنْبَشُ بالسّحلِ شكلُ الهويّةْ )..
جسومٌ مُفَحّمةٌ بدليلِ الترمّدِ،
تُعْلِنُ أنّ الفروقَ ما بين معدِنِها
و الغضا، في تباينها
مُفْحِمهْ..
أيادٍ مُعَبَّأةٌ بنُخاعٍ تـناثرَ مِنْ جمجُـمهْ..
وجيلٌ من الحلمِ آمنَ بالحلمِ والكبرياءِ،
و صدّقَ بالحقِّ والعدلِ
والثورة الواهمهْ..
على عتبات الجحيم،
يموتُ جِزافا..
... ... ...
على عتبات الجحيم
وفي عرصات الحياةِ
جنان ..حياةٌ مطهّرةٌ
وخراب يُعمّرُهُ الأنسُ
موتٌ مَهيبْ
يهودٌ و جلجلةٌ و صليبْ..
وما صلبوهُ وما قتلوهُ
و لكنّ في صَلْب ِأحمدَ مُلْتَبَسٌ
و اشتباهْ..
... ... ...
هنالك لونٌ جديدٌ من القتلِ
يا حاكمينا الجٌـدُدْ
هنالك لونٌ جديدٌ من الحقدِ
جوعٌ جديد إلى القَهْرِ
يا قاتليَّ، غُزاة َ دمِـــي والبلدْ..
سنفتكّ ثورتنا والبلدْ
ونستنبتُ الصّبْرَ مِنْ حدَقات الشّهادةِ
نوقدُ أحلامنا في الشّفاهْ..
__________
سيف الدّين العلوي
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية