جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الرجل العنوان ..
... ...
في التيه الأخضر . عاش بيننا رجل انسان . خفيف الظل . شاهق الروح . عصي الحزن . فاره الشمس . خصيب البساطة . ناغم الصمت . كان الوحيد الذي يحلق بين غبطة الجبل الأخضر يحاكي غيمة بارقة من وجود . وحيد النظر المجبول على حنكة التحدي .يدندن داخل مملكة معزه الجوال بعصاه الخفيفة تنسجم دهشات الصباح والمساء . هو فذ المقاطعات بابتساماته التي تهدهد المنابع على أخيلة الانتشاء .
عاش بنزر الحليب والشعير والعسل المصفى سامق الراية يراقص خصر الثرى في مهج الفرح المنساب . لم يلبس ثوب ثورة ولا معطف تحرير . لم يصفق . كان مقاطعا لنظم الممشي السليط اللسع . كان منضويا تحت لواء نور عاشق يواكبه بترانيم تنزلق منه واليه فيشرب نكهات عرقة في متعة التهيج وبين حنايا الفصول .
في العبور الهامشي تجلى وتدلى وجهه ماء معتقا .
في نشوزه المذهل غنى له ليل الحرمان .
وفي رسوخه المتاح له فقط . أشرق كتابه سيرة التصوف .
لا ندري هل عاش الرجل لذاته الوردية . أم تراه مات وطوى معه مملكة التاريخ . لأن الجبل الذي رثاه ما لبث أن شاخ اثر موته فانتهى سحر الإحتجاج منذ موته وبكاء الدوح والفجاج .
في العبور الهامشي تجلى وتدلى وجهه ماء معتقا .
في نشوزه المذهل غنى له ليل الحرمان .
وفي رسوخه المتاح له فقط . أشرق كتابه سيرة التصوف .
لا ندري هل عاش الرجل لذاته الوردية . أم تراه مات وطوى معه مملكة التاريخ . لأن الجبل الذي رثاه ما لبث أن شاخ اثر موته فانتهى سحر الإحتجاج منذ موته وبكاء الدوح والفجاج .
محمد محجوبي
الجزائر
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية