جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الله لن يُردي حُشاشةَ خِلِّهِ...
هذه الأبيات كانت رفداً لأخٍ هو طبيب شاعر أو شاعر طبيب في نافذة أراد فيها قصيدة يشارك بها كل واحد بأبيات في جمع حول عيد الأضحى في مكان ما،أضحى العام 1434هـ ، فكان أن عاجلتني هذه الأبيات، فآثرت أن تكون مستقلة عما كان بدأ :
تركَ الخليلُ عيالَهُ بمَضلةٍ
وكَلاهما بعنايةِ الرحمنِ
ومضى لبُغيتهِ بشيمةِ واثقٍ
بقضا الإلهِ البارئ المنّانِ
فالله لن يُردي حُشاشةَ خِلِّهِ
ذاك النبي عتيق ذي النيران
والأمُّ هاجرُ لم تشكَّ لبرهةٍ
فيما قضاهُ فاطرُ الأكوانِ
والطفلُ يبكي رامَ سُقيا نَسغِه
قد راحَ منه تذرفُ العينان
فمضتْ يميناً ثم جالتْ يسرةً
ترنو بقلبٍ دائبِ الخفقان
للمروتين هما علامة بحثها
عن شَربةٍ تروي لظى الظمآن
فهما جميعاً من شعائر حجنا
ما ذرَّ نجمٌ أو جرى المَلوانِ
فأراعها صوتٌ ترددَ في الفضا
هو صوتُ جبريلَ الأمينِ الداني
من ربِّهِ ومن الذين اختارهم
لبلاغ ِ شِرعة ربنا الحّنان
وبدا فضيضُ الماءِ يجري مسرعاً
فسعتْ لتحجزه عن الجَرَيان
من وحي ذاك الزَّمِّ سُمِّيَ زمزماً
وسقى الحجيجَ على مدى الأزمانِ
ورأى الخليلُ الطفلَ يُذبحُ قُرْبةً
فمضى لينفِذَ شِرْعةَ الدّيّان
ففداهُ بارئُهُ بذبحٍ لم يَجُلْ
في خاطرٍ ، أو تلمحِ العينانِ
كبشٍ عظيمٍ قد علته مَلاحةٌ
وجلالة ٌ قد زَانها قرنانِ
ومضى الحجيجُ يتابعون مَسارها
ومَسارَ باني البيت ذي الأركان
حتى تقومَ لذا الأنامِ قيامةٌ
حُشِرَتْ لها الأكوانُ والثقلانِ
(جرول)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المضلة : المكان الذي يتوه فيه سالكه ويضل ، ويهلك. وكلأه: حماه وحفظه. والحشاشة : روح الفلب، وهي هنا كناية عن إسماعيل عليه السلام. و الخِلُّ والخليل : الصاحب ، وهي كناية عن إبراهيم عليه السلام .والعتيق: الذي أُعتق وفُكَّ أسره. و نسغ النبات : عرقه.. والمروتين: الصخرتين ، كناية عن الصفا والمروة. والذِّبح: كل ما يُذبح . واللظى: النار وحرقتها .والملوان: الليل والنهار. وذرّ نجم : هوى وسقط. و دائب : دائم. وأراعها : أخافها. والداني: القريب. وفضيض الماء: بريقه من شدة صفائه. والزّمُّ: الجمع. والقُربة : التقرب. و الشّرعة : التشريع والسُّنّة . والدّيّان : الله عزوجل. والملاحة: الجمال في الوجه. والحشر : الجمع .والثقلان : الإنس والجن.
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية