دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

نِصـــــفُ الكـــــأسِ لا يَكفـــــي... / سليمان دغش
لا أشتَهي شَيئاً هُناكَ، قُلتُ تكفيني أنايَ ملء صوتِ النايِ، 
روح اللهِ بينَ الآهِ والنشوى 
ولا يُؤنِسُني إلّايَ فيَّ،
مَرَّتِ الريحُ على مصباحِ بَيتي، أطفَأتهُ فَتَوَهَّجتُ بذاتي
لأُضيءَ العَتْمَ بينَ الحُلْمِ والرؤيا، وما الرؤيا
سوى ما يَملأُ الفارِغَ منْ كأسي
وَيَشدّ الخَيطَ، خيطَ الضوءِ، بينَ فَراشَتَيْنِ كي أحيا قليلاً
بَينَ ماضٍ كانَ لي في ذاتِ يَومٍ
وَغَدٍ تَخطِفُهُ الرّيحُ إلى ما لستُ أدري
عَبَثاً حاوَلتُ ثَنيَ الريحِ عن غايَتِها،
مَنْ ذا يَرُدُّ الرّيحَ إنْ فَكّتْ عرى أزرارها 
أو لَوَّحَتْ بالموتِ في زنّارِها؟
لم يحتمِلْ شباكُنا البَحرِيُّ عَصف الريحِ والأمواجَ
في وعدِ الأساطيرِ على جحشِ الخرافات 
وسرجٍ تاهَ في صحراء موسى 
مَنْ تُرى أعطى الأساطيرَ قداسةً لكيْ تَذبَحَني
شرعَةُ بن نونَ على عَتْبَةِ بيتي؟
كانَ حُلْمي برتُقالياً على شاطِئِ يافا 
والعَصافيرُ على قرميدها الدّافئِ تَغفو تحتَ قنديلِ الثُّريا 
يومَ صاحَ الجندُ في سَكرَةِ موتي
هَلِّلويا هلّلويا
لا أشتَهي شيئاً هُناكَ أو هُنا
وَحدي ويافا وقَد امتلأتُ بي وامتَلأتْ بها
ونِصفُ كأسي رُبّما يَكفي لأحيا نِصفَ عُمري
مَنْ تُرى يملأُ نِصفَ الكأسِ في نَفسي لأحيا كلَّ عمري
إنَّ قُرصَ الشَّمسِ لا ينقصُ شيئاً في خُسوفِ البدرِ ليلاً
آهِ كم أخشى انطِفاءَ الشّمسِ حُزناً
إنْ أضَعتُ القُدسَ مني ذاتَ يومٍ 
مثلما ضَيَّعتُ نَفسي إذ أضَعتُ الأندَلُسْ

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 91 مشاهدة
نشرت فى 19 أغسطس 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

577,732