( لِمَن أُهدي الورود ؟ )
جَمَعَت من الحُقول وَردَها والأزهُرُ
يالَلجَمالِ في الدِيارِ يَعمُرُ
والزَنبَقُ يَنتَشي في زَهوِهِ ... وكَذا القُرُنفُلُ
رَيحانَةُُ قُربَها هَمَسَت ...
غَداً بَعودُ الفارِسُ المُبَجٌَلُ
والرِياضُ بهِ تَحفَلُ
تَبَسٌَمَت الغادَةُ ... وقَلبها وَجِلُ
فَهَل يَعود ... من ورائِها الحُدود ؟
وقَد مَضَت على الغِيابِ أشهُرُ
شُحرورَةُُ في غُصنِها غَرٌَدَت
كَأنٌَما تَغريدَها هانِفُُ لِقَلبِها يُنذِرُ
لَن يَعودَ الحبيب ...
فَأُذهِلَت ... وسَرى في وَجهِها الخَدَرُ
وأرخَت الشِفاه ... والجُفونُ تُسدَلُ
تَقولُ في سِرٌِها ... يا لَها الحَياة حينَما لِروحِنا تَقتُلُ
لَن يَعودَ ... فارِسي ... فَبِمَن من بَعدِهِ أحفَلُ ؟
ولِمَن أهدي الوُرودَ بَعدَهُ ؟
وفي غَدٍ ... تِلكَ الوُرود ... وأنا ... سَويٌَةً نَذبُلُ
دَمعَةُُ تَسيلُ من عَينِها ... لِخَدٌِها تَنزِلُ
صِياحُ ديكٍ في الجِوار ... كَأنٌَهُ يُكَبٌِرُ
فَرَدٌَدَت في قَلبِها ... رَبٌِي هُوَ الأكبَرُ
تَرَسٌَخَ الإيمانُ في قَلبِها ... كُلٌَما مَسٌَها الضَرَرُ
صَوتُُ من البَعيدِ يَهدُرُ
حَبيبَتي ... لا تُلقي بالوُرود ...
قَد عُدتُ من خَلفِ الحُدود
والغادَةُ تَمسَحُ دَمعَها ... تُزَغرِدُ
سَألَ الفارِسُ ... أما تَزالي عَلى عَدِكِ يا حُلوَتي ؟
ولا يَزالُ حُبٌَكِ صامِدُ ؟
ضَحِكَت ... يا وَيحَكَ من فارِسٍ ... بَل هو أزوَدُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية