أيها القمر 
يا مَلاذَ العِشْقِ في ثَغْرِ الأَنيْنْ 
مُنْذُ أَطيافِ السِّنِيْنْ 
أَيُّها الحَائِرُ في الوَجْهِ الذِيْ 
مَا زَالَ تَحْتَ أَنَّاتٍ حَزِيْنْ 
يا بَاعِثَ النُّوْرِ الذِيْ 
بَسَمَاتُ ثُغْرِكَ 
عُنوانٌ صَمْتٍ لا يَليْنْ
يا حَامِلاً طُهْرَ المَشاعِرِ 
فِيْ كُلِّ حِيْنْ 
يَا كُلَّ أَسْرارِ الطَّبِيْعَةِ 
قَدْ وَهَبْتَ الرُّوْحَ وَلْهَى 
تَسْكُنُ الجِسْمَ المُسَجَّى 
حينَ تاهَ العِشْقُ 
أَرْوِقَةَ السِّنِيْنْ 
حينَ كانَ العِشْقُ يَرْقَى 
مَعْ نِباضِ القَلْبِ 
يَزْفُرُ بالحنينْ 
***
يَا أَيُّهَا القَمَرُ الذِيْ 
قَدْ بِتَ تَحْمِلُ 
كُلَّ أَسرارِ الوُجودْ 
مَا كُنْتَ يَوماً حَامِلًا 
مَا كُنْتَ يَوْمَاً مُدْرِكَاً 
أَوْ كُنْتَ تُمْسيْ بِالجُحودْ 
تُرْسِلُ النُّورَ زَمَانَاً 
تُرْسِلُ النُّورَ أَمانَاً 
يَعْتَرِيكَ الدِّفءُ تَمضيْ 
حَاضِنَاً سِرَّ الوجُودْ 
تَرتَوي الأنفاسُ عَطشَى 
تَحتَوي الآمالُ وَلهَى 
ما احتواكَ الدَّهْرُ إلاَّ 
مُنْشِدَاً هَمْسَ الخُلودْ 
***
يا أَيُّهَا القَمَرُ الذِّيْ 
أنتَ مَعشوقُ الدُّهُورْ 
أَنْتَ سِرٌّ بينَ طَيَّاتِ الشُّهُورْ 
في كُلِّ أَرْوقَةِ الظَّلامْ 
تَحْتَ أَسْتارِ الخَليقَةِ تَرْتَديْ 
كُلَّ آمالٍ لِنُورْ 
كُلَّ أحلامِ السُّرورْ 
كُلَّ آيات ٍلعِشْقٍ 
خَانَهُ صَمْتُ الشُّرورْ
وَتَداعِبُ الوَجَناتِ هَمْسَاً
رَاكِعَاً بينَ السُّطورْ
مُمْسِكَاً أيدي الخَليقَةِ 
بَاعثَاً سِرَّ الحُبُورْ 
***
الشاعر : محمد العصافرة * فلسطين * الخليل *