تلوُّن أم تلوين ؟؟
(إن التنوع والتلون في العرض يدفع عن النفوس الملل والنفور) .
العبارة أعلاه قدر مبتسر من تعليق على سلسلة شرعت أكتبها ذات زمن، في مكان ما، وما أحسب من كتبها إلا قد فعل ذاك عن حسن نية ، وسليم طوية ، على أنّ ثمّة فرقاً بين التلوّن والتلوين ؛ ذلك أنّ الأولى مشتقة من فعل لازم ، في حين أنّ الثانية مأخوذة من الثلاثي المزيد ( لوّن ) ؛ بمعنى أن التلون يكون ذاتياً ، لأنّ الفعل مكتف بفاعله . وعندما نشتق منه اسم الفاعل ، فإنّه يشير إلى صفة سيئة في أحد معانيه ، كما نجد في قول الإمام الشافعي رحمه الله :
لاخيرَ في ودَّ امرئ متلوِّنٍ 
إذا الرّيحُ مالت مالَ حيثُ تميل (1)
وجاء في التاج: " والمتلوِّن : الذي لا يثبتُ على خُلـــُـقٍ واحدٍ . وهو مجاز " (2) . أما إذا أردنا معنى التنوع فإننا نشتقه من الثلاثي المزيد ( فعّل) ، ومن معانيه التعدية أي أنّ ثمّة من قام بالفعل ، فيقال : ( تلوين ) ؛ و " التلوين : تقديم الألوان من الطعام للتفكُّه والتلذذ ، ويُطلَق على تغيير أسلوب الكلام إلى أسلوب آخر ، وهو أعم من الالتفات "(3) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ديوانه ، بيروت : ص 96 .
(2) التهذيب ، والأساس ، واللسان ، والتاج (لون).
(3) التاج ( لون ) .