جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( لِماذا شُرٌِعَ الطَلاق )
قد يسأل سائل ... ما الحكمة التي توخاها الله عز وجل من إقرار التفريق بين الزوجين لعِلٌَة الشِقاق الدائم بينهما ... مع أنه أكره الحلال عند رب العزة سبحانه ؟؟؟
ونحن نحاول أن نوجز في جزئية واحدة الحكمة الإلهية المترتبة على إجازة الطلاق ... في أضيق نطاق ...
1 - إختلاف الطباع بين الزوجين إلى درجه يستحيل معها الجمعُ والتوافق بينهما مهما تم بذله من الجهود لإستمرار المساكنة في المنزل الزوجي والتفاهم ولو بحدوده الدنيا
ونحن نحاول أن نوجز في جزئية واحدة الحكمة الإلهية المترتبة على إجازة الطلاق ... في أضيق نطاق ...
1 - إختلاف الطباع بين الزوجين إلى درجه يستحيل معها الجمعُ والتوافق بينهما مهما تم بذله من الجهود لإستمرار المساكنة في المنزل الزوجي والتفاهم ولو بحدوده الدنيا
2 - إذا عامل أحد الزوجين الزوج الآخر بعنجهية وإزدراء وقلة إحترام ...... أو إهمال متعمد ... الأمر الذي يسهم بإضعاف المعنويات شيئاً فشيئاً إلى أن يصل الأمر بين الزوجين إلى إستحالة العشرة الزوجية ... ويكون التفريق بينهما في منتهى الحكمة ونزعاً للفتيل الذي قد ينفجر ويسبب أضراراً لا يمكن تداركها ...
٣ - ضيق حالة الزوج المادية وهو الطرف المكلف شرعاً وقانوناً بالإنفاق على الزوجة والبيت والأولاد ... وأحياناً تكون الزوجة ثرية ولكنها لا ترغب بمساعدة زوجها بحجة أنها غير مكلفة بالإنفاق ... وتفضل الطلاق على أن تقف بجانب زوجها حتى تتغير ظروفه المادية للأفضل ولا تبدي أي تعاطف معه ... مع أنها في الكثير من الحالات تكون على دراية بكل أغاني الحب والهيام والعواطف الملتهبة... ولكنها ليست على إستعداد لأية تضحية مادية ... بالرغم مما تدعيه أو تبديه من العشق والوله ... وبعد الطلاق تراها في الحمٌَام تردد أغنية ... أم كلثوم ...
( يا آسي بُص في عنيٌَا وشوف إيه إنكتب فيها )
4 - الغيرة الشديدة من أحد الزوجين على الآخر ... والغالب أن تكون الزوجة في مجتمعاتنا العاطفية هي التي تشتعل بالغبرة على الدوام ... وتلاحق زوجها في كل حركاته وسكناته وتقوم بتفتيش ملابسه وأشيائه بشكل يومي وعلى مدار الساعة ...
الأمر الذي يدفع بالزوج للوقوف على الشرفة وينشد ...
( أعطني حريتي أطلق يَدَيٌَا )
ومهما حاول الأهل والخلان كبح جماح الزوجة والتقليل من غيرتها ... المبالغ فيها إلى درجة الجنون ... ولكن من دون جدوى ... فقد ( أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي )
5 - تدخل الأهل سواء من طرف الزوج أو الزوجة أو من كلا الطرفين معاً في الخلافات الزوجية الأمر الذي يعمق الخلافات ويوسعها ... وييسعٌِرُ من نيرانها... ويجعل من تضييق شقة الخلاف بين الزوجين التعيسين أمراً مستحيلاً ... حتى ولو تدخل الأولياء والصالحين رضوان الله عليهم أجمعين ... فلا مجال لرتق ما إنفتق
6 - وهنالك حالة تتسبب بفسخ عرى الزوجية ويكون السبب فيها أحد الزوجين وهي ( الخيانة الزوجية ) أو شبهة الوقوع فيها ... فيصبح من المستحيل على الطرف الآخر التعايش إلا نادراً ولا سيما إن كانت شبهة الخيانة من الزوجة ... في مجتمعاتنا الشرقية التي تغلب عليها السمة الذكورية ...
ومن الملاحظ أن هذه الحالة هي من الحالات النادرة جداً التي تجيز فيها المحاكم الروحية للطوائف المسيحية إيقاع الطلاق بين الزوجين بحكم يصدر بتوقيع المطران التابع لكل ملة ( أورتودكس - كاتوليك - بروتوستانت ) وكذلك بالنسبة للمحاكم الروحية لطائفة الموحدين الدروز ...
هذه هي أهم مسببات الطلاق والتطليق والتفريق والمخالعة .... ولكل منها إجراءاته والنتائج المترتبة عليه من حقوق زوجية كالنفقة والحضانة وحق الإراءة للأطفال أثناء مدة الحضانة ... ولباقي الحقوق الزوجية بتفصيلاتها الكثيرة ولسنا في هذا الإيجاز في معرض سردها والتعليق عليها ...
وإن يكن لنا أن نضيف نبذة صغيرة قبل أن نختم هذه المقالة الحقوقية الإجتماعبة ... فإننا نود الإشارة إلى شيوع أساليب التوسع في التساهل فيما يتعلق بالطلاق والتراخي في إعتماد الضوابط الشرعية في محاولة إصلاح ذات البين والتشدد في الإمتناع عن إيقاع الطلاق وفصم عرى الزوجية لأهون الأسباب ... وشيوع ظاهرة الطلاق التعسفي بكثرة ملحوظة في الآونة الأخيرة ...
تحياتي للجميع وحما الله مجتمعاتنا من الآثار المدمرة للأسر وما يترتب على ءلك من تفكك للمجتمعات ..
ودمتم بكل سعادة وأمان .
بقلمي
المحامي عبد الكريم تلصوفي
اللاذقية ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية