جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
هوية ضجيج ...
...
لا بد لليل أن يقصر من قامته . حتى أنه محكوم عليه أن يتقزم في خرقة تافهة من هامش يخبو الغاء . قالها لي بائع الوهم ذات صدفة مبيتة الصمت .
فقلت له : أريد هوية احتجاج لكي أعذب رسوم الورق بمخالب النظرات .
قال لي بائع الوهم : سلعتي مزجاة الآن وقد تشابه المكاء . الآن وقد تشابك لعاب البقر في أزيز ليلهم الموبوء .
يقول عن سلعته أنها علب من زخرف الأنين الشعري . يخرج من أحشاء الجدران فحيحا لذل الإجترار .
يقول عن الصمت المتبرج : أنه سلعة المترفين بموت . فهم يوجعون المراقد بجثثهم المضخمة في الليل . يشترون وبيعون حزمات رماد يعشوشب في خام نومهم المعدني العجيب . يتلاصقون بأطيافهم الباهتة . يغردون خارج سرب الريح . ويخافون سيف المطر .
وفي نقطة الشوك الملتوية قلت له : هل بقي للإحتجاج عرس والدنيا ليست هادئة ببحر . والصحراء جريحة الجثث تشتكي وردة نائية ينام عليها جبل النياشين العفنة .
قلت له ما لم أقله للشتاء المحتجز في مرثياتنا الغزلية وفي نعيم صمتنا المبارك السعيد في خصاص بلداننا السعيدة بصمتنا الهمام .
محمد محجوبي
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية