جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
لا شَيءَ يَحْمِلُني إِليكِ سِوى دَمي
ألأُفْقُ ضاقَ وَضاقَتِ الرؤْيا وَضاقَ البَحْرُ
كَمْ نَهْراً سَيَلزَمُني لأَكتَشِف الغَمامَةَ في ثِيابِ النَّوْمِ
كَمْ مَطَراً سَيَسقُطُ فيَّ، كَمْ نَجْماً سَيَحْتَرِف انفِجارَ البَرْقِ
كَمْ ريحاً
وَكَمْ روحاً
سَأَحمِلُ كَيْ يُصالِحَني ويُصْلِحَني الجَسَدْ؟
لا شَيءَ يَحْمِلُني إِليكِ
دَمي قَصيدَتيَ الأَخيرةُ، لَمْ يَعُدْ للحِبرِ مَعنىً
أَيُّها الشُّعَراءُ فانسَحِبوا قَليلاً مِنْ دواةِ الحِبرِ واللغَةِ القَديمةِ
لَمْ يَعُدْ للحِبرِ مَعنىً،
فاكْتُبي بِدَمي وَصيَّتِكِ الأَخيرةَ يا شَهيدَتنا، شَهادَتنا
وَيا شَهداً يُراوِدُنا عَلى شَفَةِ الأَبَدْ
لا شَيءَ يَحمِلُني إِليكِ سِوى دَمي
جَسَدي هُوَ البَلدُ الوَحيدُ،
فَكَيفَ أَنجو مِن بلادٍ حَمَّلَتْ جَسَدي كُسوفَ الشَّمسِ
في صَحْراءِ رِدَّتِها وَباعَتْ خَيْلَها واستَأْنَسَتْ بالنَّفطِ
فاشهَدْ أَيُّها النَّخلُ المُهيَّأُ لاقتِناصِ البَرْقِ في أُفُقِ الصَهيلِ
قُنوطَنا وَسُقوطَنا بَلَداً بَلَدْ !!
جَسَدي هُوَ البَلدُ الوَحيدُ نَذَرْتُهُ للرّيحِ إِذْ ضاقَتْ بهِ الدُّنيا وَضاقَ بِها
لَعَلَّ الرّيحَ تَأْذَنُ للعَواصِفِ ذاتَ يَومٍ
أنْ تُحرِّكَ ذَيلَها الغافي عَلى خَبَلِ الجَزيرةِ
فامتَلكْ ما شِئْتَ مِنْ روحي وَخُذْ أَمَدي
إِلى بَلَدي
فَوَحدَكَ تَمنَحُ المَعنى لهذا المَوتِ وَاصَعَدْ سُدَّةَ المَلَكوتِ
فَوْقَ السُلَّمِ الدَّمَويِّ واخْتَصِر المَسافةَ فيكَ بينَ النّارِ
وَالكِبْريتِ، إِنَّ صَليبَكَ الخَشَبيَّ لا يَقوى عَليكَ
وَلا السَّلاسلُ والزَّرَدْ
سليمان دغش
(من قصيدة"القيامة"-ديوان على غَيْمَتَيْن)
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية