رسالة إلى زرقاء اليمامة ....
لملمي أهداب عينيك ...كفاك لعبا بالقدر ...انظريني أخبرك عين اليقين ....لا تستعجلي الرحيل ..ثمة رمل كثير معلق في الذاكرة ...بقايا صور ...
كيف لي أن أصدق ما تقولين ...تحلفين لي أنك رأيته يداعب جدائلها فيتمطى السكون ...ماذا تريدين بعبثك هذا ومن ذا الذي يصدق ما تهذين به منذ آلاف السنين ....
أتيت أيتها العرافة ...أخبرتنا عن نار قادمة من بعيد ....عن حصاد الروح وقهر الزمن ...
ليتنا صدقنا ماقلت ...ليتنا حملنا في حقائبنا شريط الذكريات ...
أيتها الزرقاء كانت رسالتك صادقة وكنا نحن الأغبياء ...استمرأنا الخنوع ....نار قادمة من بعيد ...جثث تعبر بوابة السماء تفتح لها أبواب الخلود ....ونبقى نحن ننثر قصائدنا على جدران القمر فيبكي لضعفنا ....يغادرنا ....يصرخ بنا ولا مجيب ....
صدقت أيتها الزرقاء .....كانت رسالتك واضحة ...لا تحزني لأنهم اقتلعوا عينيك ....يكفيك رؤية هزالنا وضعفنا وقلة حيلتنا ....
غادرينا أيتها الزرقاء فما جدوى إخبار من لا يبصر عن شجر قادم من بعيد يخبىء وراءه عاصفة من ثلج وبرد ....نار وإعصار 
ارحلي يا غالية فعيونك الساحرة أخبرتنا ....حذرتنا ... فاتهمناك بالجنون ....لم نكن نعرف أن العواصف قادمة ...
غبار أسود حط على بلادي ...جيش من الغرابيب السود ....أخبرتنا به ....ضحكنا ....سخرنا ...إلى أن أتانا طوفان نوح ... سفينته مازالت راسية على كتف السنين ...تنتظر بقايا مؤمنين ....أخبريهم أن يرحلوا فالديار أصبحت خاوية ..
نبكي دمارا ....حروبا ...موتا ... خرابا ...تلملمين عينيك المقتلعة ....تشيرين بها إلى بلاد أخرى سيجتاحها الدمار ...تصرخين ....اسكتي أيتها الزرقاء ... اسكتي فكلنا نائمون ...غافلون ...احملي بقايا نبوءة لنا عن فرج قريب ....احمليها وارحلي لاتندبي فكلناعزيزتي نائمون يغتالنا الوسن ....بقلمي
السيدة غدير محمد وليد عبارة ...سورية حمص 
كتبت في مصر-المنيا بتاريخ الجمعة ٢٩/ ٦ / ٢٠١٨ م