جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
حالةترقب ...
...
وجه قادم من مجرات موغلة في زمنها الحصري الهائج .. متلبس بحكايات الرحيل .محملا بالتواريخ المنسية . وجه تأكله حمم ومهاترات عنترية تزعمها غراب أعمى .
كلما دنا ذالك الوجه من قلب مدينة ناضجة ارتعشت من حوله أشجار السرو فخبأت فراخها في جوف ليل مسلوب القمر . ممتنع عن شرب النجوم .
يقال والقول على عنق الصخر المحملق في نتوءاته . يقال :أن ذالك الوجه عبر الصحاري فتاه من عقم التواصل مع الريح . شدته الزوابع بأنياب جنوح ولفضته الى وأد مبكر في تاريخ مزور .
يذكر ذالك الوجه المحفور أحاجي كثيرة عن لغته المشظاة بألغام السهو .
يحكي كثيرا عن وجوه نبتت في أحراش مسخ فانتابها تشويه يعفن الغناء .
كما يحكي عن رث فساتين تركتها حسناوات حين مواسم الغزو المكللة بغبار القبور .
بين جانبيه يخبئ وجوها عدوانية أكثر ملوحة من الملح تطلق زبد بطولات عفوية في وعكات الريح .
ذالك الوجه المتأرجح بين خباياه النارية . تساوره شرور خنق في وضح ذبوله المشاكس لأتفاسه المقموعة .
وهو بائس في تضاريس عصر عاصف . يتساءل بغربانه التي تأكل منساة الزمن . كيف لهؤلاء المنهزمين من اعصار شتاتهم أن يتعاشقوا بوصفات حجرية فيما بين زرائبهم المتسخة بأوباء . يلحنون لوقع الكبت المميت احتفاءهم بخصاص النزوح الفضيع . ينثرون حبات قصائد على حقول ملغمة بنواغص الغزو .
هو الوجه الوحيد الذي لا تعرفه وجوه شبهه المنزلقة من نزوة المجرات الغريبة يقتنص عطشه من فرص الجفاف وبركات تعازيم مجففة الرؤى الواعدة .
محمد محجوبي
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية