جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
صَـوتٌ من نَـجْـد .
*****
ماذا تُـريدينَ منِّي بعدما ذَبُـلتْ
كلُّ الورودِ التي قد كنتُ أرْعاها
ماذا تُريدينَ منِّي بعدما انْدَمَلتْ
تلك الجِراحُ وقد أوشكتُ أنْساها
وقد سلوتُ سنينَ الحُبِّ من زَمنٍ
وقد بَـرئْـتُ فما أِشْـقى بِذِكْراها
ولُـذْتُ باليأْسِ ما عادتْ تُعاوِدُني
فيكِ الأَماني وقد كَفَّـنتُ مَوتـاها
ماذا تريدين والأشواقُ قد خَمَدَتْ
الـحُبُّ أَشْعلها والـغَـدْرُ أطْفاهـا
مَضَتْ ثَلاثُ سِـنينٍ منذُ فُـرقَتِـنا
عانيتُ فيها من الوَيلاتِ أقْساهـا
وكم سَـهرتُ وآلامي تُـنادِمُـني
ومن عَتيقِ دموعِ العينِ سُـقياها
وكم تعَـلَّـلتُ بالآمالِ تَـخْـدَعُني
بِـخُـلَّبِ البرقِ يَـبدو في ثَناياهـا
ماذا تُريدينَ منِّي بعدما انْهَزمَتْ
تلكَ المشاعِـرُ إذْ حـانَتْ مَناياها
وانتِ وَحْدَكِ قد حاربتِ جائِـشها
وكان قلبُكِ مَفـتـوناً بِــرَيَّـاهـا
وما رَحِمتِ وما أبـْقيتِ من رَمَقٍ
ولا تَـلَـفَّـتِ يوماً نـحوَ قَتلاهـا
واليومَ صَوتُكِ من نَـجْدٍ يُسائِلُني
ماذا يُريدُ وعَيني غاضَ مَـجْراها
وتَسْأَلينَ عن الأحوالِ وا عَجَبي
وكيف تَسْألُ نفْسٌ عن ضَحاياها
قد كان صوتُكِ إن يوماً سرى نَغَماً
وكنتُ أكـتُـب شِعْـراً فيهِ تَـيَّـاهـا
لكنهُ اليومَ أضْـحي لا يُـحَـرِّكُنـي
ولا يُـثـيرُ حَنِـينـَاً فـيَّ أوْ آهـا
ماذا تُـريدينَ من قلبٍ بَطشْتِ بهِ
كُفِّي عَذابَـكِ عنهُ واتَّـقـي اللهَ
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان .
من ديوان ( أميرة )
المصدر: واحة التجديد