جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( على صفحَةِ الماء )
شَيٌَدَت كوخَها فَوقَ صَفحَةِ البُحَيرَةِ تَفخَرُ
قالَت : لا أريدُ صَديقاً ولا جاراً لِصَفوي يَعكُرُ
أحيا لِوَحدي حُرٌَةً في عيشَتي ....
وحُرٌَةً حينَما أُفَكٌِرُ
لَن أغدَقَ المَدائِحَ لِبَعضِهِم تَزَلٌُفاً ...
أو أرضَخَ مِثلَما يَرضَخُ المُجبَرُ
فأنا خُلِقتُ أُحَلٌِقُ بالخَيال ... ولِلرُقِيٌِ أُبحِرُ
لإفقِها حَياتَنا حَيثُ الرَبيعُ يُزهِرُ
لا طامِعُُ يَظلمُ ... أو خانِعٍ يُؤمَرُ
ففي الحَياةِ كُلٌٌنا في قَيدِها بَشَرُ
بأيٌِ حَقٌٍ بَعضَنا بِقوتِنا يَستَأثِرُ ؟
وجَدتها في السوق ... لِلطَريقِ تَعبُرُ
سألتها : أما لَديكِ فارِسُُ غَضَنفَرُ ؟
قالَت : يا فَتى ... ما ذلِكَ التَطَفٌُلُ ؟
أجَبتها : مُجَرٌَدُ تَساؤلٍ أبيَضٍ
في خاطِري يَخطُرُ
قالَت ... لِما أرتَبِط بِفارِسٍ لِحَياتي يَعكُرُ
قُلتُ في نَفسي : يا وَيحَها كَيفَ مِن دونِهِ تَصبرُ ؟
أما لَها مَشاعِرُُ ؟ ... أم عَلٌَهُ قَلبها حَجَرُ ؟
هَل تَظُنٌُ أنٌَني غِرٌُُ بِهَذِهِ الحَياة ؟ ... أم أنٌَني قاصِرُ ؟
أغادَةُُ ... وَتَعتَزِلُ الحياة ... يا وَيحَها أتَقدِرُ ؟
قالَت : بِما تُتَمتِمُ يا فَتى ؟ ... و لا أراكَ تَجهَرُ ؟
قُلتُ : أراكِ غَريبَةَ الأطوار ... والطَبيعَةُ يا غادَثي تَأمُرُ
قالَت : وما الغَرابَةُ ؟ أم أراكَ إنٌَما تُثَرثِرُ ؟
أجَبتها غاضِباً : تَحسَبينَ الجَمالَ ... في العزلَةِ يُثمِرُ ؟
أم تَحسَبينَ الجَمالَ يَستَمِرٌُ في كَمالِهِ ؟
كَأنٌَهُ بَدرُُ ولا يُحسَرُ ؟
في غَدٍ ... يَزولُ ويُقفِرُ
تبقينَ وحيدَةً فَوقَ المِياهِ تَهدُرُ
لا أنيسَ ولا جَليسَ أو وَلَداً يَنظُرُ
أطرَقَت ... تُفَكٌِرُ
وبَعدَ بُرهَةٍ رَفَعَت رَأسَها ... وَوَجهها أصفَرُ
قالَت : من أنتَ أيٌُها الفَتى ؟
هَل صُدفَةً تَحضرُ ؟
أجَبتها : رُبٌَما أنا لَكِ القَدَرُ ... ؟
قالَت : وهَل تَكونُ فارِسي ... قَد أتَيتَ تَأمُرُ ؟
أجَبتها : عذراً لَكِ ... لِلٌَهِ أستَغفِِرُ
بَل أنا رَجُلُُ عابِرُ
أطرَقَت مَرٌَةً أُخرى كَأنٌَها تُفَكٌِرُ
قالَت : هَل تَمتَلِك بَيتاً و في المَدينَةِ أُؤجِرُ ؟
قُلتُ في خاطِري : يا وَيحَهُ اللٌِسانُ كيفَ يَسحَرُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية