جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
شجون بين مد و جزر
بالظلام الدامس..على صخرة بأعلى جبل.. تحت ضوء القمر المكتمل.. كان يعوي دون انقطاع .. وكأنه يناديها و قد تاهت عن ناظريه ..او ان عوائه لم يكن إلا صرخة من جرح دفين .. شرب آلامه للثمالة و لم يحتمل .. فصعد للقمم يبكي فراقها ...عل صدى صوته يصل قلبها ...فتشفق عليه... فتعود... فعلا كان صوته دويا .. و نداؤه كقرع الطبول على مسامع أناتها ... و تأبى الرجوع. إليه ...و قلبها ينفطر لرسالة الجراح ببرقية العواء ...من خلالها كان يشتكي لها آلامه ...و هو على يقين بالرغم من غيابها ...انها أقرب من ضوء القمر بذاك الظلام ...كان متيقنا انها تسمعه و تشفق عليه .... و هي تدرك انها لم تكن الا حيلة من حيله ليستعيدها ... كانت تعلم انه جرح الفراق ...و لكنه ذئب لا يختلف عن غيره من الذئاب .. فكلما سمعته... تغلغلت بالكهوف ... وزادت عمقا حتى لا يصل إليها ...
كانت تتسائل..
مما يتألم يا ترى ؟ ... ايبكي البعد و الفراق ؟ أم انه يبكي ضياع الفرصة ليخترق كبريائي ...
لم أكن إلا فريسة بين بديه ... كانت تسيل لعابه كلما التفت الى جسمي، و هو يشتهيه كمسعور بصحاري الجياع ..بعينيه شرارة لتمزيق كياني ..... ينتظر اللحظة التي اغفل أو أضعف فيوثب علي ليطفئ نار الشهوة بأحشائه....
ابتسمت ... وزادت عمقا بكهفها ... و تعمقت الحكمة بعقلها ... وزادت يقينا ان البعد و الرحيل عنه رحمة لسبيل لا مفر منه منهاه قبر لا محال ...
أما هو ... بقي على حاله يعوي و يتسائل .... أين هي ؟ اين اختبأت؟ ... لماذا اختارت الرحيل؟... و من الياسمين زينت جلستنا و وضعت لها إكليل ؟ .... أي قوة اعماقها؟ ...من اين تستمدها؟ ...
فصرخ قائلا وهو على يقين بقربها في زاوية منا : بالله عليك ردي إن كنتي تسمعين ندائي ...
تغلبت عليها الشجون فردت : انا حولك كالنسيم ابتغيك قربا يداوي الألم ... اردتك شمسا تدفئ جليد الشتاء و زمهرير الخريف ... و إذا بك نارا تلتهم من حولك للرماد تعيش... فما ذاك رمت منك و لا لزماني ارتضي الرماد ...
فرد عليها.. ما كنت الا عينا جارية ... احببت ان اسقيك مسكا نديا ... عودي فلنتفق و نشق الأيام الآتية حبا و سعيا لجنةعاليه ...
كانت تتسائل..
مما يتألم يا ترى ؟ ... ايبكي البعد و الفراق ؟ أم انه يبكي ضياع الفرصة ليخترق كبريائي ...
لم أكن إلا فريسة بين بديه ... كانت تسيل لعابه كلما التفت الى جسمي، و هو يشتهيه كمسعور بصحاري الجياع ..بعينيه شرارة لتمزيق كياني ..... ينتظر اللحظة التي اغفل أو أضعف فيوثب علي ليطفئ نار الشهوة بأحشائه....
ابتسمت ... وزادت عمقا بكهفها ... و تعمقت الحكمة بعقلها ... وزادت يقينا ان البعد و الرحيل عنه رحمة لسبيل لا مفر منه منهاه قبر لا محال ...
أما هو ... بقي على حاله يعوي و يتسائل .... أين هي ؟ اين اختبأت؟ ... لماذا اختارت الرحيل؟... و من الياسمين زينت جلستنا و وضعت لها إكليل ؟ .... أي قوة اعماقها؟ ...من اين تستمدها؟ ...
فصرخ قائلا وهو على يقين بقربها في زاوية منا : بالله عليك ردي إن كنتي تسمعين ندائي ...
تغلبت عليها الشجون فردت : انا حولك كالنسيم ابتغيك قربا يداوي الألم ... اردتك شمسا تدفئ جليد الشتاء و زمهرير الخريف ... و إذا بك نارا تلتهم من حولك للرماد تعيش... فما ذاك رمت منك و لا لزماني ارتضي الرماد ...
فرد عليها.. ما كنت الا عينا جارية ... احببت ان اسقيك مسكا نديا ... عودي فلنتفق و نشق الأيام الآتية حبا و سعيا لجنةعاليه ...
ردت و صوتها ينخفض من حرف لحرف تزيد بعدا : ما الجنة الا بطاعة للرحمان قربها ... و ما الهوى ...الا زينة للهوا ... فلا اهوي بذاتي بشفى حفرة يزينها ورود اعماقها شظايا من غوى ... فيصير بالنار المأوى ...
تالم و ارتفع العواء و جن ... و لا يدري كيف يصل اليها ...
و لم تكن الا اسفل الصخرة التي عليها يعوي ...
و لكن كان اعمى البصيرة ... من فرط الضياع النفسي الذي رسم بذهنه اميالا بينهما ...
بقلمي كريمة حميدوش
المصدر: واحة التجديد