جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
هناك في زاوية ما في داخلي ....
طفل ....يتحرك ....في دهشة ما....في رعشة ما....في نبضة مختلفة.....في دمعة شفيفة...
نحن أطفال مهما كبرنا واشتعلت رؤوسنا شيبا ....ومهما خط الزمن خطوطه على الوجوه.....
عندما تأتي الذكريات تمسكنا من أيدينا وترفعنا على ظهرها في رحلة (براقية)
نقهقه كالأطفال فرحا.....وبهجة.....فجأة تبرق العيون
وتزول التجاعيد .....
الزمن لا يرجع .....ولكننا نستطيع أن نعيد الجمال الذي كان والحب الذي كان....ونرتديهما...
لن أطيل ....أنا الآن في (رأسنحاش).....والطفل فيٌ تحرر
أشتاق إلى
أمي
وأبي
وإلى ..وإلى
وإلى...
وإلى
اشتياق ...على الخبب
وإلى قمرٍ فيغازلنا...
في مِشيتنا طولَ الدربِ
وإلى شمسٍ ترنو صبحا...
وتدغدغنا بنتًا وصبي
ولفرنِ البلدةِ والأنبا....
ورغيفِ الخبزِ أيا قلبي
ولجارتنا تغدو فجْرا....
لجِرارِ الزيتِ وللحَلْبِ
ولرائحةِ الطبخِ الأشهى
من شرقِ الحارةِ للغربِ
ولجلسةِ عصرٍ فوقَ المرْ/
جِ اقْرأ فنجاني يا حبي
علّّمْنيها تي رسَيْماتٍ
من رأسِ الكوبِ إلى الكعْبِ
ابصمْ وفديتُك يا ولدي..
لنرى في آخرِ ذا الدربِ
ولسهرتِنا في ليلِ شِتا ...
وحكايا الأجدادِ النجْبِ
كانونُ الفحمِ يُجَمّعُنا.
إبريقُ الشايِ مع الحبٌِ
نرجو دفْئَين بسهرتنا.
دفءَ الكانونِ وذا القلبِ
وتعالَ أحدّثْ عن يومٍ . ..
فيه الأهلونَ مع الصحبِ
يصفو ودٌّ يحلو كَلِمٌ.....
في يومِ العيدِ رضا الربِ
والبئرُ العذبةُ والدلوُ.
والماءُ يشِفُّ ثِنى الشُّربِ
ولخالاتي....... ولعماتي.
في الفرْحِ النجدةُ في الكَرْبِ
ولصوتِ الديكِ يردّدُها
هُبّي للسعْيِ ألا هبّي
وعصافيرٌ فوقي تشدو
تلهو بالسمع و بالهُدْبِ
أشتاق لبعضي ولكلّي
للنبعِ الصافي والعذبِ
أشتاق لدَفقةِ أمطارٍ
تحكي غَزَلا قلبَ الترْبِ
أسرعتُ أسابقُ أرْياحاً
هبت شوقا مثل اللهْبِ
يحْدوني الحبُّ إلى دربٍ
قد كان طريقا للّعْبِ
ساحاتِ القرية والدبكةْ
أزرارِ الورد مع العشبِ
للوادي اشتقتُ ل(صَوّاني)
ولتينةِ سَعْدي بالقربِ
وإلى زمنٍ حلوٍ مر ٌٍ
ويزيد جمالا بالصحْبِ
تبّا تبا....... تبا تبا....
فلذي الأحوالِ وذي الحربِ
لا ريب لنا عوْدٌ أَ أخي....
ليسودَ السلمُ مع الحبِ
توضيح لما بين القوسين: راسنحاش قريتي تقع في شمال لبنان ...الصوان..قطعة ارض ورثناها عن والدي -رحمه الله- مزروعة زيتونا وتينا تطل على البحر المتوسط.
حنان محمد شبيب
المصدر: واحة التجديد