"رجعتْ الشتويّة".. لا بُدّ من فيروز في لحظةٍ شبيهةٍ بهذه و المطرُ يشتعلُ.. فتّشتُ عن اسطوانةٍ.." عَـلَى صوتِها أنْ يأتي الآن الآن، ممتطيًا لونَهُ الوادعَ الرّخيمَ".. تذكرتُ قصيدة قيلتْ في صوتِها..ذاتَ يومٍ مِنْ قريحةٍ معطّبةٍ، فكّرتُ ، قبل أنْ أطّلِعَ على نَصٍّ الشاعر شوقي بزيع، أنْ أكتبَ عن صوت فيروز.. كتبتُ بيتا أو اثنيْن. و توقّفتُ.. لقد خُنْتُ الصوتَ. وسأخونُ الشعرَ .. وفجأة كان لا بُدّ أن أقلِعَ .. فأقلعتُ.. تركتُ البيتيْن مُعلّقيْن إلى لحظةٍ شعريّةٍ أخرى لستُ أعلمُ متى تحينُ، قد يكونُ حين تتوافَدُ سائرُ الخطراتِ الأخرى (إنّ الخَطرةَ الأولى التي نعتقدها في الشعرِ بِكْرًا، قد تنحبِسُ حين تنعقلُ سائرُ عرباتِ النصِّ التي تَجرّها هيَ مثلَ قاطرةٍ... هكذا لم تزدحمْ التّفاصيلُ. لم تجُرَّ القاطرةُ بقيّة العرباتِ الأخرى. إحداهما خانتْ الأخرى، إمّا القاطرة وإمّا العرباتُ: إمّا اللمعةُ الأولى وإمّا مُزكّياتُ المعنى من باقي اللّـُمَعِ) .. لقد أحسستُ أنّي أخون صوتَ فيروز إذ عجزتُ عن التّعبيرِ عنه في أكثرِ مِن بيتيْن.. ولكنْ لمَ عجزتُ إذّاكَ عن استكمالِ نسيجِ المتعةِ الخاطفة؟ لمَ جَفَّتْ غيومي فجأة عن الهُطولِ، ولم أستطعْ أنْ أحاكيَ الأمطارَ التي كانتْ ما تزالُ تعرفُ إيقاعَها بِعُنفوانٍ شبقيٍّ موتور؟ لقد مَحُـلْتُ.. تلك هيَ إذنْ، لحظةُ الحُبْسة.. لا تستطيعُ أن تتقدّم شِبراً في تضاريس القصيدة، في أرضِ الشّعرِ..
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
نشرت فى 1 يونيو 2018
بواسطة magaltastar
مجلة عشتار الإلكترونية
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
578,371