في ذكرى أبي الحسنين
حبّهُ فرضٌ على قلبي ونفسي 
سيُّدُ الساداتِ في يومي وأمسي
صَاحِبُ الفضلِ ومن جادَ على 
أعظم ِالأقوامِ من عربٍ وفُرس ِ
و الذي أبلى بلاءً طيّباً
وحَمَى الدينَ برمحٍ أو بترسِ
ولقد جاءَ إلى الدنيا بنورٍ ساطعٍ 
في ثَنى الكعبةِ بدراً أو كشمسِ
كانَ مع خيرِ الورى في منزلٍ
يصبحُ الخلُّ مع الخلِّ ويمسي
مُسلما ًمذ كانَ طفلاً يافعاً 
مُؤمنَ الإحساسِ عن حبٍّ وأُنسِ
وفَدَى المحبوبَ في هجرتِه ِ
نائما ًفي ثوبهِ من غيرِ لَبسِ
فارسا ًيرمي الصناديدَ بلا 
خَشيةٍ من كافرٍ أو جهلِ جِبس ِ
يومَ بدر ٍصالَ كالليثِ فلا 
نال َمنه ُالكفرُ شيئاً غيرَ دعس ِ
ورَوى منهم سيوفاً خلّصا 
ورَمى في البئرِ منهم كلَّ رِجسِ
أُحُد ٌيَذكرهُ مع عمِّهِ 
حمزة ِالخيرِ وذبّاحِ الأَخَسِّ
وابنُ ودِّ جاء َفي عِزَّتهِ 
رافعَ الأنفِ كمن جاء َ بمسِّ
فانبرَى يَصرخُ: من يأتي إلى 
حتفِهِ، فالسيف ُقد جاءَ لطمس ِ
فغدا الصحبُ وجوما ًخُشّعا 
لم يَجئ منهم بصوتٍ أو بهمسٍ
وأتى فيهم عليٌّ فارسا ً
فَسَقَى الفارسَ كأساً بعدَ كأسِ
عَرفَت أخبارَهُ خيبر ُإذ 
جاءَها من بعدِ أن جاءَت بعكس ِ
وأتَت في الدينِ أشياء َبها 
كلُّ خبثٍ ثم غدرٍ ثم دسِّ
جاءَها في رايةٍ قد رامَها 
كلُّ جن ٍ مُسلمٍ أو كل ُّ إنسي
صارَ سيفاً لرسولٍ مُصطَفى
غَرَسَ الإيمانَ فيهِ خيرَ غَرسِ
وَغَدا صِهرَ الذي أعطى له ُ
عِزَّه ُدنيا وأخرى دون َوكسِ
زوجهُ زُفّت له ُمن خالقٍ 
كعروسٍ زُيِّنت في خيرِ عُرس ِ
وحَباهُ اللهُ أبناءً بهم 
قُطِع َالشَرُّ وساقاه ُبِفِأسِ
حَسَن ٌيا سَيّد َالفتيانِ من 
لم يَخِب يوماً بهِ والله ِحدسي
وحُسين ٌحبُّه ُفي خاطري 
وحسين ٌلم يكن يوما ًبَمَنسي
وعَليٌ سيّدي ربّاهُما 
ونَبيٌّ نَفضَ البأسَ بلمسِ
أقبَلوا مع أمِّهم تحتَ الكِسا 
كَبدور ٍأقبلَت من خلفِ شمسِ
وأبُوهُم زاهدٌ في عزّةٍ 
مثلَ قدِّيسٍ مَشَى يوماً بِقُدس ِ
طلَّقَ الدنيا فجاءَت نَحوه ُ
تَخدمُ النَعلَ وتغفو تحتَ كرسي
وغدا سيّدَها مع أنَّه ُ
باعَها زهدا ًبما فيها بفلس ِ
سيّدي قصّرَ شعري فيكم ُ
كاشِفاً للقومِ عن تعسي ونكسي
دُمتَ في قلبي ضياءً وسَنى 
وليكن ذكرُكَ كرّاسي ودرسي
د فواز عبد الرحمن البشير 
سوريا