جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
عيد يقتات من الرحيل
ما بين الأمس واليوم، أقف كالنّصف المتلعثم، خطوة لم تتقن أبدا طريقها، كلمة حين تنطق بها الحياة ، يخجل الفرح من تلبية الدّعوة ...، صوت مجهول في صحراء مغرية للتّيه ...دمعة تحترم الحزن وألم يعشق الأبد ....
ما بين الأمس واليوم، أختزل الزّمن في ذكرى ....أناديها بدلا عنك لأنّكِ أتقنت الغياب ...وتعبتُ جدّا من الوقوف في محطّة تعجّ بك وكم توغلين في الثّأر من النّسيان حين يتمنّاك..
بين الأمس واليوم، مرآتي لم ترسم سوى تفاصيلكِ ..هل تعلمين كم أنت ساحرة؟ لا تعترفين بالسّنين العابرة .... أنتِ كما أنتٍ...لا إسمك تغيّر ولا معناكِ تبدّل أمّا أنا فلست أنا في شيء من بعدك إلا في حبي لك فحتّى صفتي أنتِ من وهبتنيها ورحلت معكِ فلم أعد ابنة أحد من بعدك. كم شوقي لاحتضان ابنتي يزداد كل صباح ولكني أبحث في عناقها عنك، علّي أحتضنك ولو خيالا...ولو وهما ....كم أشفق على العطور والأماكن والمعاني...لا أحد يعرف مثلي أنّ تلك الجدران، أنتِ من وهبتها حماية الحبّ والورد في حديقتنا هو ربيع الكون الذي أنت زهوه وجماله وما قيمة أن نزرع مزيدا منه إن لم يكن من أجلك... وإن بقيت الكلمات على حالها، لكنّك مذ غبتِ، حملت معك كلّ المعاني الجميلة إلى منفى العدم ...
ما بين الأمس واليوم، أسجّل إسمك الأوّل دائما والأخير دائما وما بينهما أنت في كل دفاتري ...دمعة بحجم لوعتي من فرقتك وبقيتُ معلقة ما بين سماء رفعت لها روحك وحفرة بالأرض حجبت جسدك
ما بين الأمس واليوم، أبقى على خشية شديدة من هذا الموعد ...يطرقون بابي يهنّئونني بعيد أنتِ لست شمعته ويقبّلونني بحرارة فتهزّني رعشة قاسية ملؤها حنيني إليكِ ... قلبي مهاجر يبحث عنكِ ...يحاول أن يلتقط من بهجة أطفالي ، شيئا يشبه بهجتي قبل رحيلكِ...
كم مرهق هو غيابك الذي يقتات من ذاكرتي
بقلمي: نجلاء عطية
المصدر: واحة التجديد