جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الشارع الصفر .
...
هو شارع مجبول على أن يكون مطية للجلوس وحركة للسير ومأدبة للرقص ومضمارا للقتل والهرب . تتداعى اليه الخلائق من مصباتها العميقة ومن جفافها البدائي لكي تشهد شمس شارع يجيد تقاطع العيون والأنفاس .
ذات حصيد انتاب الشارع هيجانه فهزم ملاذات الهواء وتسلق الناس عمودهم الداكن بعدما دكت خيام الأمل عن. آخرها .
الشارع بقي يتيما بين أرصفة كانت توزع أجنحة على كل من يهم بتغيير لافتة المشي .
بعدما نهشه الزمن بمخالب الاجتثاث . بقي الشارع صامتا يكتم ايمانه . يرسل موجات الضباب في جوق الرحلات . يقدم قوافل مجانيه لمن تداركه الغرق المحسوم.
وبين النكبة والنكبة يظل معصم الشارع دامينا في قبضة الجلادين وفي غمرة أعيادهم يبدع رتابته الداكنة بدموعه الرهينة بملاذات القبور وسحنات الأيام المتراجعة .
محمد محجوبي
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية