جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( يا لَيتَها لَم تَعشَقِ )
رَأتهُ صُدفَةً يَتَسَوَّقُ
نَظَرَت إلَيهِ خِلسَةً ... كَأنٌَها تَستَكشِفُ
من تَحتِها الرُموش … كأنَّها تَسرِقُ
أُعجِبَت بالفَتَى وكانَ مُدَّعِياً … بَل أخرَقُ
يُمَثِّلُ دورَ الكِبار … وفي لِسانِهِم هُوَ يَنطِقُ
مُحاوِلاً إخفاءَ لَهجَتِهِ ... لكِنٌَهُ يُخفِقُ
فإنطَلى أمرهُ على الفَتاة ... فَإستَأنَسَت تُحَدٌِقُ
في لَحظَةٍ ... وَقَعَت في شِركِهِ المُمَذٌَقُ
نظَرَ الخَبيثُ نَحوَها ... أحَسَّ بِضَعفِها
ومِن مَلامِحِها السَذاجَةُ تَبرُقُ
فزادَ في تَمثيلِهِ … يا وَيحَها ... حينَما تُصَدٌِقُ
خَفَقَ في حُبٌِهِ قَلبَها … وأسبَلَت جَفنَها
بِئساً لِغادَةٍ ... حينَما لِلبِغالِ تَعشَقُ
أما لَها في الحَياةِ مَنطِقُ
فَدَنا مِنها وقال : يا لَلجَمال ... قَد شاقَهُ التَشَدٌُقُ
فإحمَرَّ وَجهَها … وتاهَت في الدلال
فَحَفٌَذَت في طَبعِهِ غَريزَةُ الأنذال
فَدَعاها لِكَأسٍ من الشَراب
قَبِلَت ... وروحُها بالسَعادَةِ تَطرَبُ
في بَيتِهِ أغلَقَ من دونِها الباب
وكَشَّرَ من خَلفِ بَسمَتِهِ تِلكُمُ الأنياب
سَرَقَ الذِئبُ عِفٌَتَها ..
وبَعثَرَ في الغُرفَةِ لَها الثِياب
يا وَيحَهُ حينَما أنشَبَ مِخلَباً في جِسمِها بَل وناب
وبَعدَ فِعلَتِهِ ألقى بِها بالقُربِ من حَيٌِها
أطرَقَت بِرَأسِها وتاهَ في لَحظَةٍ فِكرُها
حاوَرَت نَفسَها ... يا لَهُ حَظٌَها
يا لَيتَها صارَت تُراباً .. يا لَيتَها
وأنا أقول ... يا لَيتَها عَقِلَت ... تُفَكٌِرُ
أو مَيٌَزَت بَينَ أصنافِها البَشَرُ
فَبَعضهُم كالذِئاب ... إذا إختَليتِ بهِ...
في لَمحَةٍ يَغدرُ ... أنيابهُ يُكَشٌِرُ
فَكَيفَ تُسقِطينَهُ الحَذَرُ ؟
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية