صورة ترشف الذاكرة 
---
في ذالك الزمن المتراكم .كنا نتهندم بزينة الفكرة . في رحم التساكن يعمنا صباح باذخ الاشتهاء . يوزع الماس البركات . ثم يجيئ مساء خفيف يهز أشجار مسافات . يفشي فرحا خصبا من عنفواننا . ذاك الشكل النبيل من المسير 
حين اكتشفتني صورتك . تفحصت وجهي لأوازن تقاسيم الزمن . هل تليق بها ذكراك التي تسللت من أقفاص المراثي . ومن جدارات المكوث . ومن رهبة العتمات . 
حتى وصلت اليك . طفقت تقتنصني كنوز الماضي الذي جاهرت آثار تراب كتب العميق من جلساتنا الحميمية وهي تفيض مستملحاتها القديمة - حين الصداقة تربعت رياحين الأيام الباذخات . تارة للبوح البهيج نغني . وتارة تغمرنا صلوات ترفل بضيائها .
وقد جلبنا مصير خير يستعذبنا أفق المتوثبين بجنان ذواتهم وهم على شرفة أمل تهوي اليه دهشة العصافير .
-----
في التفاصيل التي وهبتنا لضيعات الروح . نبغ الود وفاض نبعه تلال الذكريات . فغنت زروع الريف المترف . كانت الموسوعة غارقة العشب . كروم الريف تنادم لحن المراعي .
صورتك . أي صديقي وهذا الراهن يتخلف في أوكاره دسائس أوعزت جمرها للحيارى . لقيطها يقايضنا رغيفا أحمر في فضلات .........
محمد محجوبي