دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

( وللورودِ دروبها )
تِلكَ الدروب ... يَشوبُها الشَجَنُ
والوُرودُ على مَسارِها قَد مَسٌَها الحَزَنُ
تَحُفُّها الأشواكُ من عَوسَجٍ ... مَن يُدانيهِ لا يَأمَنُ
والفراشاتُ من فَوقِها ... لِلرَبيعِ تُعلِنُ
تَرَفرِفُ بالجَناح ... من تَحتِها الزُهور تَبسُمُ
أو تَحُطٌُ على تيجانِها لِلرَحيقِ تَلثُمُ
والشُجَيراتُ في الجَوانِبِ ... بالرَوعَةِ تُرسَمُ
يَتَوارى بَينِها الآجام ... ثَعلَبٌ يَجسمُ
قَد شاقهُ الوُثوبُ عَلى أرنَبٍ غافِلٍ لِعِشبِهِ يَقضُمُ
يَحفِرُ الأرضَ مُختَبِئاً بِها
ويَظهَرُ، حِينماَ يَأمَنُ
يا لَهُ من أرنَبٍ حَذِرٍ ... يُعرَفُ حينَما يُهزَمُ
وعٍندَما بالجِحرِ يَعتَصِمُ
وغادَةٌ … عِندهُ َ المُنحَنى تَسكُنُ
في مَنزِلٍ تُحفَةً من حَولِهِ النَسائِمُ
تُحيطُهُ الأشجارُ مِن كُلِّ ناحِيَةٍ
تَحنو عَلَيه ... كَأنٌَها تَسَلِّمُ
قُلتُ : يا غادَةً والرَياحينُ كَم أزهَرَت في ظِلِّها
والياسَمينُ من حَولَها والسَوسَنُ
قالَت : هَل تُريدُ المَديح ... أم أنَّكَ مُفتَنُ ?
أجبتها : كِلا الأمرَين ... بَل أنا بالجَمالِ مُؤمِنُ
لا سيَّما حينَما يَكُنِ الجَمالُ مُتقَنُ
لا أنطِقُ القَولَ كاذِباً … في وصفِهِ ... أو ماجِنُ
هَذي الوُرودُ في دروبِكِ وقَد بُعثِرَت
كما هِيَ الزَخارِفُ ... عَلٌَها أوشَكَت لِلجَمالِ تُكَلٌِمُ
هَل أستَمِرٌُ بالوصفِ ... أم لِلقَريحَةِ أنا أكتُمُ ؟
هَل تَرغَبي أن أصمُتَ كأنَّني صَنَمُ ?
قالَت : بَل أنا أُصغي إلَيكَ … ومِنكَ أستَلهِمُ
أجَبتها : يا حُلوَتي أنتِ المَلاكٌ…
وإختِصاراً لِلقَصيدِ أختُمُ
قالَت : إستَفِض … ما لي أراك ... لِلمَديحِ عاجِلاً تَحسِمُ
أجَبتها : أرهَقَ قَولي البَيانُ ... كَأنَّني أعجَمُ
قالَت : و ماذا عَنِ الإحساس أيُّها الفارِسُ المُلَثٌَمُ ?
أجَبتَها : قَد أُتعِبُ مَن بَينَنا يُتَرجِمُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ….. سورية

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 111 مشاهدة
نشرت فى 14 إبريل 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

580,598