جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
تراتيل صبا
.. ...
حين غرر بي اليراع ... كنت على غفلة شتاء.. أواكب فرجة في قفزتها سماء بكر تبلل شفتاها أنسم طلقة في انسيابها اللطيف على أبراج السكون توزع صكوكا للبزوغ...
ببنما كان الجبل المشحون بنكهات البسوق.. يستهويني نشوءه الساحر وهو يدس اسرار الغيوم دفعة واحدة... تارة يترك لها حيز دموع ترعى زروعها ... وتارة أخرى يراود حبكة الوجود على جدائل الشمس المتمايلة وهي تفضي بيان التراخي ....
كانت الكتابة... كأي مخلوق يدمدم في عين السماء الزرقاء.. ويسرف موائد النور يتباهى بها جبل ينسج قيمة نهار لغيوم تهيج في لوعاتها المتلاحقة...
بينما كنت أتحسس نبض كتابة يمطر بشغفه الطفولي...
يتوهم عنفوان الانطلاق.. يسري من جذب المكان الى جذوات الشعر في أحايين الوجدان الربيعية.....
فكنت كما يكون الموسم الخمائلي... أمير شعور... أترف غفوات الورد برحيق يصب من أغنياتي ....
فأنا ومنذ نعومة التراب.... لم أبارز سوى حيتان كانت تختمر بضحكة الماء المتدفق من أحجار نهر سرمدي... يسافر في نوماتي العذبة....
كانت فصوص الكتابة تداعب شعاع الأنس التليد....
وأنا مبهور وجود صبياني يزف الحيتان لكي تتورد حروف...
والجبل أجيش بتصفيقاته... كما السماء تصغي زرقتها لمواويل تعصر التعبير في كبد شجر ينداح....
فلم تكن تلك الكتابة سوى لعبة في ماء عزت عليه مكامن تقطف عتقها من جبل يحذو حذو السماء ...
محمد محجوبي
الجزائر
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية