جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
فنجان القهوة
.......
منذ الجذوع المقوسة من شدة الوقوف.. منذ تجاويف الاصفرار في نظرات الشوك الذي امتهن صخوره الأصيلة في حرقة الامتداد. ...
كانت القهوة طيعة التجاذبات.. محملة الرؤى الداكنة... ممزوجة اللون والرائحة.. فاتنة المحيا...
تطرب أوتار الشفاه..
تسلي بمرارتها مرح الزهرات التي تتيه من عطش الصخور... فتغوص أغوار الصمت.. تتلبد بسحب الكلام... تهطل على مروج البوح...
فيجنيها صحو الزوايا.. وتعاكسها بدائع الشرفات على ملمح الشرود... تدب اليها اطياف ضلت مسافات. ...
هكذا تسبح القهوة فنجانها المحنك... لترسم الزوابع المتشابكة مللها ونحلها...
فتعيش القهوة مجالات الانبعاث...
ومتى زفر الانسان من ثيابه.... تأتيه من خلف حجبه القاتمة لترزقه بنعم الرجوع والتراجع ... حتى يقع في شباكها وحبالها هيامه المتوحش... ليربك ظله بوجوم... يساكنه زمن القهوة هامشا من غناء غلاب..
والقهوة في مزاجه... فرح مسبوق يوطن الغياب .....
محمد محجوبي
الجزائر
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية