جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( أنشأت بَيتَها علَى شَجَرَة. )
كَأنَّها تَرَفَّعَت أن تَعيشَ كَباقي البَشَر
فأنشَأت بَيتَها فَوقَ الشَجَر
مَعَ الطُيورِ والزُهور… مَع ضَوئِهِ القَمَر
مَرَرتُ قُربَ صَرحِها أستَطلِعُ ما الخَبَر…
قُلتُ في نَفسي : أيَكونُ ذلِكَ المُعَلٌَقُ عِشَّها ?
يا وَيحَها ... كَيفَ تُمضي بِهِ حَياتَها ?
هَل تُراها ناقِمَة ? أم أنَّها حالِمَة ?
أم أنَّ فارِسَها قَد خَانَها وغَدَر ?
فأحَسَّت بالخَطَر… مِن مَعشَرِ البَشَر…
رُبَّما نَفسَها رَقيقَةُُ وحِسٌُها مُفعَمُُ بالرَهافَة
هالَها في ناسِها غَدرَهُم… ِو فَقدِهِم لِلكِياسَة
رَغِبَت في إعتِزال البَشَر… والعَيشِ فَوقَ الشَجَر
عَزَمتُ في داخِلي أن أكشفَ سِرَّها
وأعرِفَ أمرَها … رُبَّما أُريحَها من كَربِها
أو رُبٌَما أسعِدُ روحَها
صَعَدتُ إلى عِشٌِها… بَيتَها… شاهَدتَها
قَلَّدتُ تَغريدَ الطُيورِ ... أرَدتُ أن ألفتَ إنتِباهِها
تَلَفَّتَت… فأوجَمَت … وكأنِّي إنتَهَكتُ سِترَها
قالَت : وَمَن أنتَ أيٌُها اافَتى ?… كَيفَ إستَطَعت ?
أجَبتَها : نِسرُُ أنا… مِنَ السَماءِ وَقَعت
رَمَقَتني وفي وَجهِها إرتِياب… يا لَهُ من جَواب ?
أردَفتُ قائِلا… لَقَد كَسَرتُ مِنٌِي الجَناح… أريدُ أن أرتاح
هَل لَدَيكِ الدَواء… بِحَقِّ رَبِّ السَماء ?
فَتَحَت ليَ بابَها… قَرَأتُ في وَجهِها إستغراب
أعادَتِ وكَرٌَرَت السُؤال…
أجَبتها : رُبَّما أُرسِلتُ رَحمَةً إلَيكِ
ِرُبٌَما أُهَوِّن الأمرَ عَلَيكِ
قالَت : ألا تُريدُ الدَواء ?
أجَبتها : قَد شَفَيتِني مِن كُلِّ داء
قالَت : وما هذا الهُراء ?
أجَبتها : حِينَما نَظَرتُ في عَينَيكِ
قالَت : ماذا تُريدُ يا فَتى ?
أجَبتها : رُبَّما يَومَ سَعدي قَد أتى
لا تَقولي كَيف .. مِن أينَ… وَمَتى ?
فَتَبَسَّمَت… يا لَبَسمَتِها
فَأعتَزلتُ البَشَر ... مُعَلٌَقاً فَوقَ الشَجَر
مَرحى لَها ... لِعِشٌِها ... يا لَعزلتها
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ….. سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية