أنا العصفور
يفوحُ العِطرُ في أرجاءِ أنفاسي
من الريحانِ والبُخورْ
فأنسى أنني المقصودُ
في حبٍ مضى لعُصورْ
فأحسَبُ أنني عُصفورْ
فما اسْتَجديتُ من حُبِّي
سوى الآلامِ والبُعدِ
عنِ المحبوبْ
رقائِقُ حبيَّ المَنظورْ 
في طَرْفي
يُواسيني ويُؤلِمُني
فلا أعرِفْ بأنِّي ذلكَ المَنْظورْ
أم أَنِّي فتاتٌ من فُتاتِ طُيورْ
طارتْ في سماءِ الكونِ تَسْتَنجي
إلهَ الكونِ من بُعْدِ الحبيبْ
أنا مَنْ يهوى أحلاماً
أراها في مناماتِي
فأصحى من مناماتِي
أرى نفسي بضيقِ الحالْ
من ماضٍ بأيامي
فلا الأيامُ تُنصِفُني
ولا المحبوبُ يُنقِذُني
فأحيا في تجاويفٍ
أصارِعُها تُصارعُني
فأنسى أنني إنسانْ
وأنسى أنني أحيا
بلا قلبٍ واشحذُ حبَّ
منْ أحببتْ منَ الإنسانْ
أنا العصفورُ مِنْ خالقْ
خلَقَني الله
أطيرُ فوقَ أرجاءِ البلادِ
أحلقُ في سماءِ الكونْ
وأُرزَقُ من إلهيِ إلهُ الكونْ
فأنسى أنني عصفورْ
وأنفشُ ريشيَّ المنتورْ
كأني مَلِكٌ منذُ أزمانٍ
ومنذُ عُصورْ أنا العُصفورْ أنا العُصفورْ
ماهمَّني شيءٌ ولا همَّني عَتَبٌ
ولا أحْسَبُ حِسابَ الجَورْ
قصيدة بقلم الشاعر غازي أحمد خلف