جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( الغابَةُ تَحضُنُ غادَتي )
شاهَدتها في السوقِ ... كانَت تَشتَري حاجاتها
رَشيقَةٌ في خَطوِها ... حازِمٌ رأيَها
مُعتَدَّةٌ بِنَفسِها… قَد زانَها الكُبرِياءُ
صارَت بِقُربي تَنتَقي مِنَ الرُفوفِ ما تَشاءُ
قالَت : هذا شَرابٌ جَيِّدٌ ما بِهِ كيمياءً
ناقَشتَها بالأمرِ أقنَعتَها
بَدَّلَت بَعضَ أغراضِها
ساعَدتَها بِحَملِهِم… حاوَرتَها
قُلتُ : هَل نَجلِسُ ها هُنا نَحتَسي شيئا ؟
أجابَت : هَيَّا بِنا… نَحتَسي شايَنا
بادَلتها كُلَّ الأحاديثِ التي دارَت بَينَنا
طالَ الحَديث … قالَت : لِنُكمِلَ في البَيتِ حَديثَنا
قَبِلتُ دَعوَتَها ... وأنا لا أعلَم أينَ بَيتَها
كانَ الطَريقُ يَطول … وأنا كُنتُ في شَكلِها مَذهول
يا وَيحَهُ الجَمالُ ... في صَمتِهِ يُضاعِفُ المَفعول
لَمٌَا بَلَغنا بَيتَها سَألَت :
هَل رَأيتَ المَنزلَ
نَظَرتُ نَحوَهُ ... وإذ بالغابِ قَد أخفى ظِلٌَهُ كامِلا
قُلتُ : كَم بيتكِ يا غادَتي مُذهِلا
هَل نَمى في غابِهِ ?
أم غابكِ مَعَهُ تَداخَلَ ?
قالَت : هوَ غابنا قَد نما ... وبِهِ تَغَلغَلَ
دَخَلتُ إلى بَيتِها ... وكُنتُ مُذهَلاً
مِن شِدَّةِ خِصبِهِ غابها ...
أوشَكَت جِدرانَهُ أن تَثمَلَ
شَذى العُطورِ فيهِ ورداً … قُرُنفُلَ
قالَت : مالي أراكَ مُربَكاً … أرِقا ?
والجَبينُ قَد تَنَدَّى يَنزِفُ العَرَقَ
قُلتُ في سِرٌِي : أتَستَفِذَّني ... والحِسنُ زادَها ألَقا ?
إلى مَتى أحرُصُ أنٌَني لَبِقا ؟؟؟ !!!
يالي إذاً من فارِسٍ ... في بَيتِها أبدو كَأنٌَني أخرَقا
هاجِسُ العِناقِ في الوَريدِ قَد تَدَفَّق
َفأسبَلَت غادَتي جَفنَها ... وَوَجهَها أشرَقَ
تَسارَعَت دَقٌَاتُ قلبي ... حينَما أسرَفَت ألَقا
حُسِمَ الأمرُ والعَزمُ في رَغبَتي قَد حُقٌِقَ
بقلمي
المحامي. عبد الكريم الصوفي
اللاذقية. ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية