♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ♠
♠ ♠ ♠ الإرستقراطية ♠ ♠ ♠
♠ ♠ اليوم ذهب بطل قصتنا إلي النادي الإرستقراطي في الحي الإرستقراطي الذي يسكن فيه ، وعادة بل دائما لا يذهب إلي النادي لإنشغاله المستمر ، والذي لا يوفر له الوقت اللازم للتريض كما كان يفعل في السابق ، حيث كان بعد كل صلاة فجر يذهب إلي النادي ، ويقوم هو وبعض أساتذة الجامعات الذين يسكنون بذات الحي بالجري أو المشي حول تراك ملعب كرة القدم ، ثم يدخلون الجيمنزيم وبعده إلي حمام السباحة وبعدها يعودوا الي منازلهم ، للإستعداد للذهاب إلي جامعتهم حيث يعملون ، سنوات وهذا فعله حتى جاء يوم وأخبره أمن النادي أن الأستاذ الدكتور (ا. ك) قد توفى بالأمس بعد عودته من النادي ، وإذا به يعود الي بيته ولم يعود للنادي لا لممارسة رياضة السير والسباحة كما تعود حزناً على هذا الصديق الخلوق إلي الأن ، إلا أنه في هذا اليوم وجدت لديه عدة ساعات فدخلت النادي للتمتع بشمس شتاء القاهرة الرائع ، وإعادة ذكريات هذا المكان ، وبينما هو يقرأ تعليقات الأصدقاء على ما ينشر ، وهو أمر لا يفعله كثيراً حيث يتولى مكتبه النشر والرد على التعليقات ، وهذا الأمر لا يعرفه كثيرين ، وبينما هو يضحك مع بعض التعليقات وجد سيدة جميلة في الثلاثنيات من العمر تتجهت الي الطاولة التي يجلس هو عليها ، وبادرته قائلة ، أنت دكتور فلان قال تحت أمرك يا هانم ، قالت له أنا أتابعك على الفيس بوك وأعلق دائماً على منشوراتك العاطفية والسياسية والدينية ، وسعيدة أني إلتقيت بك ، وأنت أصغر من الصور المنشورة لك شكرها على المجاملة وأخبرها أن صوره تعبر عن سنه ، ثم قالت له أنها لها موضوع وتحب أنتأعرضه عليه لأخذ منه الرأي ، قال لها إتفضلي يا هانم فجلست وقالت: أنا رغم صغر سني أرمه توفى زوجي الثري من عامان ، وأسرع كل من إبن عمي الطبيب ، وكذلك إبن خالتي المهندس الناجح ، للزواج مني ورغم أنهما مناسبان إلا أني ترددت ، لأن في عائلتان طفلان مُعاقين (منغولين) ، وأنا شديدة الرغبة في الإنجاب وأنا في هذا العمر ، قبل أن تجف الأمومة بداخلي ، لذلك رفضتهما قولاً واحداً ، ورغبتي للزواج ولهفتي جعلتني أتعرف على شاب في الفيس بوك يصغرني سناً ولكنه يمطرني حباً ، و أعترف لك أني أملك كل شئ إلا الحب فأنا جائعة حب ، وهو بذكاء إستطاع أن يوفر لي ما أنا أريد ، وهو لا يعمل في الوقت الحالي ، ويقول لي أن عمله سيكون فقط حبي ، فأشعر بالسعادة وأقول في نفسي هذا هو ، وهو يلح عليَ طوال اليوم أن يأتي بيتي ، وأنا أرفض طبعاً لحساسية موقفي ، وأصدقك أنا لا أدري أأحتفظ بعفتي أمامه أم أستسلم لرغبة تعصف بي كل ليلة ، وفي مرة أخبرتي أنه يريد الزواج مني ولكن عرفياً ، وإعترف لي لأول مرة أنه متزوج من إمرأة قريبة له وهي تتولى الصرف عليه لأنه بدون عمل ، وعنده منها بنت تبلغ سنتان من العمر ، فوجئت بهذا الكلام ولكنه أقنعني أنه أخفى عني هذا الأمر ختى لا يخسرني ، وإنه يفكر في مشروع ويحتاج إلي شريك ممول ، ولا يريد أحداً غريب عنه ، لذلك عرض هذا الأمر عليَ فأنا القريبة منه ، إلي جانب أن الشراكه بينهما ستجل علاقتهم أمام الناس لها شكل طبيعي ، إلي جانب أنه سيستطتع زيارتها ببيتها وقتما هي تريد بدون أية خوف من الناس فهما شريكان والعمل بينهما يستلزم لقاءاتهما معاً دائماً ، وأضاف حتى لا تشعري أنت بأي ذنب فإنه يريد أن يقترن بها عرفياً ويكون هذا الأمر مؤقتاً ، حتى تتطمئن ويكمل الحياة معها شريكاً في العمل وزوج ، ورغم أني مع كل ما أشعر به من حب له ، فإني أشعر أنه ينظر لي على أنني فرصة يمكن إستغلال رغبتها الجامحة للإمومه والحب في تحقيق ما يريد ويبتز مني المال ، خصوصاً أنه فتح له حساب في أحد البنوك ويطلب مني كل شهر قرض من المال لمروره ضائقة مالية لعدم عمله وسوف يرد لي كل ما يقترضه مني عندما يبدأ في العمل ، وأنا بصراحة أفعل له ما يريد مع شعوري أن مطالبه تزيد شهراً بعد شهر ، هنا قلت لها سيدتي أنتِ سيدة شفافه لك قلب وعقل من الصعب أن ينفذ لهما مثل هؤلاء المتربصين لمن يعيشوا مثل ظروفك ، ومثلك سيدتي لا يجب أن تتزوج مع مثل هذه النماذج ، فكما علمت منكِ أنكِ بنت عائلة راقية ، لذلك عليكِ يا سيدتي رغم قسوة كلامي أن تأخذي بما أقول ، أولاً وقبل أن يأتي الليل يجب حظر هذا الشخص فوراً ، وأنا أعلمق فسوة هذا عليكِ في البداية ، ولكن هذا حل يشبه العملية الجراحية لإستصال جزء مني ولو كان هو إحدى عيناي ، حتى لا أفقد البصر نهائياً ، ثانياً أن تكون عندك يقين أن القدر بيد الله فقط وهو يعلم ما لا نعلم ، فأنا لي دكتور زميل في الجامعة كان وإبنه الوحيد في الثانوية العامه ، يدعو الله أن ينجح إبنه ويدخل كلية الهندسة ويقول أفقد إحدى عيناي وإبني يدخل كلية الهندسة ، ونجح إبنه بتفوق ودخل كلية الهندسة ، وتخرج وأسرعت إليه أكبر شركات المقولات وعمل بها وفي يوم من الأيام وهو يباشر العمل في إحدى المشاريع ، سقط من أعلى المبنى ومات ، فظل هذا الأستاذ كلما حضر إلى الجامعة يبكي ويقول كان يقطع لساني ولا أقول يارب يدخل كلية الهندسة ، قنحن يا سيدتي لا نعرف كل حقيقة الحياة ، فقد يأتي لكِ إبن أو بنت ويكون كل منهما سبباً لتعاستك باقي عمرك ، وكذلك الزواج رزق من أرزاق الله فيجب الرضا بما قسمه الله لنا من أرزاق ، سيدتي قد يكون كلامي هذا لا يقنع مثلك كما نتكلم على الصبر لمن هو جائع ، ولكن أرجو التفكير بهدوء في كلامي ، وأستذن لإرتباطي بموعد وودعها وأنصرف .
♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى