دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

الفَسِيحُ مَدَاهَا
القصيدةُ في نقطةٍ من دمي يانعهْ
تمتطي ألفَ رؤيا وترْشُفُ 
من فتنةِ الحلْمِ تستجـْمِعُهْ
والقصيدة، إذْ تتقدّمُ، إذْ تجتني 
من حريق الو جائعِ 
موجعة ممتعهْ 
قلقا نرجسيّا تفورْ، 
حِمَما قدْ تفيضُ ،
ولكنّها بالرضى مُـترعَهْ
والقصيدة ُ غاضبة ً تُربكُ الركبتيْن
تجيءُ مُدجّجة ً بالنّشيدِ
وباللّغةِ المقنعهْ
القصيدة، في السنواتِ العِجافْ
مُزنةٌ نافعةْ
كلّما خمدتْ عاصفةْ
خرّبتْ بالوميض الفضاءْ
كوّنتْ فاجعهْ..
++++++++++
القصيدة ُ في صَحَراءِ "الدَّخولْ"
أبَــدٌ يسكنُ البُــرَهَ الدامعهْ
وكأطلالِ خولة َ وشْمٌ يلوحْ
وهْيَ عند "الجِواءِ " كلامٌ فصيحْ
أو سُجودُ الجبابِرِ للمرْضعهْ..
++++++++++
القصيدة ُ بدْءُ النّبوءةِ، وحْيُ النّزولِ
حَماسةُ غزْوٍ وصوْتُ صليلْ،
هي عند الإيابِ غنائمُ فتْحٍ طويلْ..
القصيدةُ قد تشهدُ الواقعهْ
تقتفي أثرَ السّهمِ إذْ يشتهي الصدرَ 
أو أضْلُعَهْ
و هي لا تُهملُ النصْلَ إنْ رنَّ منكسرا بالنّصالِ
وإنْ عفّـنـتْهُ قيوحُ الصّديدْ
هي نزْفُ دمٍ و اختلاجُ وريدْ
القصيدة ، في الحرْبِ لمُّ شتاتِ القبائلِ، 
فكُّ عقالِ الصّهيلْ
رهَجٌ قدْ يُـثار برقْصِ الخيولْ
الأنا حين تصعدُ من وهجِ المعــْمَـعَـهْ..
++++++++++
للقصيدةِ في حقبةِ السلــْم ما للصّلاةِ مِن الأمْنِ،
دافئة ٌ،مثلها خاشعهْ
ولها ما لتلْكَ، الفصاحةُ ، محضُ البيانِ ،
ونجْوى المُحِبِّ لمحبوبِه
كلمٌ طيّبٌ،عملٌ صالحٌ يرفَـعُــهْ..
+++++++++++
والقصيدة ُ لا تذرُ النّهْدَ يرْتفُّ منفردا بالثّيابْ
تختلي بالورودِ تُخاتلُ حمرتها
تختلي بالشّفاهْ فــتمْـتاحُ حلوَ الرّضابْ
هي ذاك النّزوعُ إلى ظمأ في الجذورِ
إلى حبلٍ في السّحابْ
القصيدة ُ غيْبٌ ،حضورٌ، غيابْ
زمنٌ ذائبٌ
زمنٌ حادثٌ، 
زمنٌ منتمٍ للإيابْ..
++++++++++
القصيدة ُ أمّــي تغازلُ تنّورَها، 
والدّخانُ يضمّخُ أحداقَها، كحلَها البدويَّ
حين المساءُ تهاوى إلى سالفٍ، 
عصْرُهُ قـدْ مضى
فــتـمـدّ ُ يدا مِنْ خرابِ السنين 
تـقي خصلةً تتدلّى إلى الغيْبِ في وجهها
وتَقدّ لنا زادنا كسرةً بالحنينِ 
مُـعطّرةً ، قدْ كساها اللّظى
وتُعِدُّ الرّغيفَ على جذوةِ الشّيبِ
بيْن شقوقِ الأصابعِ في غبطةٍ أو دَعَـــهْ..
+++++++++
ربّما يمّحي الماءُ عنْ غيمةٍ وعدتْ بالهطولْ 
يَنجلي الإِخضرارُ عنِ الأَرضِ والحُلُمِ والذَّاكرهْ 
ربَّما ينطوي رحْبُ هذا الفَضَاءِ على قُبَّرهْ
أو تهُبُّ الرِّياحُ اللّـواقِحُ مخصِيَّةً 
في حقلِ أحلامنا الواسعهْ
رُبَّما عَطَشٌ شَبِقٌ يحْتسي نُسغَــنا 
وَفسادٌ يُــبيدُ الغُصُونَ 
تَتَدَهْدى البَلابِلُ مُفْرَنْقِهْ، 
بيدَ أنَّ القَصيدةَ تَخفِقُ مثْلَ الفَرَاشِ 
على النَّهْرِ، يَصحُو 
تَحُكُّ النّبَاتَ حَوَالَيْهِ ينمو
و تستدرجُ الرّيحَ والبرْ قَ والغيمَ
عاصفةً طيِّـــعهْ 
++++++++++
للقَصيدَةِ جاهُ الإله 
مجْدُهُ الأبَدِيُّ, عُلاَهْ 
ولهَا غامضُ اليـَـمِّ مُـنْحدِرا في المدَى,
وشُـموسٌ تُضيءُ المُضاءْ 
قَمَرٌ للظَّلامِ مُــجَهَّزْ 
فَضَاءٌ بِغَيْمٍ مُـطرّزْ 
سمَاءٌ تَشُدُّ سَماءْ .....
ومَساحة َ خُـلْدٍ إِلى أَرْضِهَا السَّابعهْ 
++++++++++
فَذَّةً تَتَنَاسَلُ فِي لَهَبِ الانفجار 
مُمَحَّضَةً للقِصَاصْ 
فَذَّةً تَفْتَحُ القَلْبَ سَيْلَ دمٍ 
و نشيدَ رَصاصْ 
لَكَأَنَّ عَصَا الأَنْبِيَاءِ لَهَا 
لَكَأَنَّ بألفاظها الزَّوْبَعَهْ.. 
++++++++++
يُـكْسَـرُ الصَّخرُ مِنْ قَطْرِها 
يولَـدُ الـوردُ مِنْ عِـطـرِها
يُوقَدُ الذعْـرُ مِــن جمْــرِها
مِن جراحِ الفجائعِ ألوانُها وشذاها
حَواجِزُ ها هَشَّةٌ،
والفَسِيحُ مَدَاهَا.. 
مَنْذُورَةُ أبَدا للتّأجُّجِ بَحْثا
عنِ الجنَّةِ الضَّائعهْ... 
__________ 
سيف الدّين العلوي 
قصيدة قديمة

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 66 مشاهدة
نشرت فى 7 فبراير 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

558,499