لبعضِهِمُ تتمَحوَرُ حولَ مُستوى الثقافةِ، الكُتُبُ والمنشوراتُ المؤلفه، حَجمُ الرواياتِ المقروءه، أسئلةٌ تكثرُ وتَقِلُّ تَدورُ وتَدورُ لِتَكشِفَ عن جَوهرِ الثَّقافةِ التي يَحياهَا القارئ العَرَبي ( وهل إستطاعة صقلَ أفذاذٍ جُدُدٍ تَتَعَطَّشُ السَّاحةُ الثَّقافيةُ لِخَطِّ سُطُورِهم )، ولعلي بها قد باءت بالفَشَلِ في مُحاولةِ إستنساخٍ خالدٍ تزخرُ بهِ الذَّاكرةُ ( لِبُحتَريٍ جَديد أو قَبَّاني فَريد ).
⁉❓❔❓❔⁉
قراءاتٌ يقفُ على سُطُورِها أعدادٌ لا يَلْحَظُهَا رِمشٌ ولا تَعُدُّهَا أجفَان، وتخيبُ الآمالُ كُلَّما انعَقَدَتْ ( على مُخرجاتِ تلكَ المجالسِ الثقافيه )، فَبَينَ شاعرٍ وناثرٍ وناظمٍ - تَحَارُ الشِّفاهُ وَتَتَقَطِّبُ - بَحثاً عن لَذَّةٍ في تَذَوُّقِ الحَرفِ تَحملُ قارئهُ على إعادةِ التَّمَتُّعِ بِرَسمِهِ دونَ مللُ ولا كَلَل .
هُناكَ ( *في مملكةِ روائعِ الشِّعرِ العربي* ) شاءَ القَدَرُ أن أستَضَافَ لِأُسئَلَ عن مسيرتي الأدبيةِ في حوارٍ ضمَّ أباطرةَ الحُروفِ في أصقَاعِنَا الثقافيه ( لقاءٍ معَ العَمالقه )، ولَعَلي لم أتفاجأُ من نَوعِيَّةِ الأسئلةِ والتي دوما ما تُكرِّرُ نَفْسَهَا ( لِمَن قَرأتَ وتَقرأُ ؟، بِمَن تأثَّرتَ ممن لهمُ قد قَرأت ؟، مَن تُحاكي في أسلوبِكَ الكِتابي ؟، )، مَن أُحاكي ( أحَاكي إحْساسي ) طبعاً !، وهذا هو سِرُّ مَذاقِ حُرُوفي فيما أَكتُبُ، ذاكَ الإحساسُ الذي لطالما كتبتُ عَنهُ .. حَاوَلتُ وَصفَهُ .. وَعَانقتُ بِفَضلهِ عنانَ السَّحاب .
ومن يهتمُّ ؟❔❓
( أعلَمْ ) فَسوقُ الرَّكادِ قد نَهشَ بَواطنَ الحُروفِ وعَضَّ على مفاصِلِها وأفسدَ جمالَ معالِمَها !!، لكنَّ ذلكَ لا يَعِيبَها ولا يُقلِّلُ من شأنِها ولَن يُفسِدَ متانةَ عَريِنَها ..
حُرُوفٌ بلاغيَّةٌ كالشَّهدِ هيَ بل أطعمُ
تستَلِّذُهَا أذواقٌ تَذوبُ بِحُسْنِهَا تَتَنَعَّمُ .
لا تَحتاجُ أن تُلَحَّنَ فأصالةُ الأذواقِ تَحكُمُ عَلَيْهَا ( تَدعو لها ) وعليها غداً تَتَرَحَّمِ .
لنْ يُعلِيَ مِن قَدرِهَا غناءُ مُطرِبٍ لها ( ولا أداءُ مُمثِّلٍ يَحفَظُهَا ) ولا مَسرَحِيٍّ يَنظُمُهَا، سامقةٌ هيَ كَالنَّخلِ بَلَحٌ قِوامُهَا، لِذَّةٌ سِقائُهَا، تَسُرُّ النَّاظرينَ .
🌴🌴🌴🌴
إحساسٌ لا يُعجِزُهُ تَشكيلَ حُروفٍ .. ولا تَدويرَ عَناوينَ .. ولا أنتقاءَ مَواضيعَ، كَحَبِّاتِ النَّظمِ تتوالدُ كأنَّها الفِرااااخُ كُلٌ لهُ نَكهَتُهُ وجمالُهُ وأبَهَتَهُ وحُلَّتَهُ .
( نَعَم ) لِقراءةٍ وإستفادةٍ ومُحاورةٍ ومُحاكاةِ كُلُّهَا تَستَظِلَّ بِفيءِ الإحساسِ ( وهل أجمَلَ منهُ مِن نِبراس )؟!.
لا يَسألَنَّ أحدٌ عن جمالِ حَرفٍ ( فإحساسُهُ يَكفيه )..
لا يَخَالَنَّ أحداً أنَّ القراءةَ تعوزُ المُحَفِّزَ والدَّافعَ، فأعماقُهُ تُنادي الحُروفَ تَرتجيها أن تَتَشَكَّلَ تَروي لهُ ظَمئاً في باطِنِ نَفسِهِ جاثم.
( الإحساس ) سِرٌّ لا يُفَسَّرُ لكنَّهُ حَتماً يُستَشعرُ، يَسري بدماء المثقفين كالنوكتينَ يَجري بدماءِ المُدخنين .
فما بينَ إحساسٍ وإحساسٍ ( يكمُنُ حَتماً تَعريفُ الإحساس ).
بِقَلَمي ✍🏻___
الكاتب الأردني
حُسام القاضي .