والظلال مهذبة الكثافة تناعس شمس الشتاء ' خيوطا متوردة ريثما تتسلل حبات النهار نحو مدارات الأصيل ' 
وليلى تلوح لسرب القطا 
والصحراء مرايا مترعة يتعربد بها سهد المدى 
وجوف الحروف يكتوي بهوس الصدى ' ربما يطعم الأصيل غفوته 
لبعض اليمام 
أو لربما تتجمع المقاطع حنينها في غابر أغنية أفرغت نسغها لترف مشرقي قديم ' حين كانت العواطف كواكب تنمو ضياء 
حين كان الشعر أقداح زقاق تلهو خواطرها 
حين كان الركن عامر بنجومنا 
على نشوات التجلي 
تنبض التفاصيل الرقيقة بوصل العيون السابحة جموح عشقها العميق
فلا تزال الظلال مأسورة بلعبة الانسان ' يفشي لها أنفاسه اللاهثة ويتم عليها لمسة الاجترار بحواسه وأحاسيسه يبرم للأصيل وجوما في فراغه 
ويترك الومض رهينة في قرص الاحمرار
هي الظلال معلقة 
بين عيون شجر لا ينام 
وبين الأقاصي التي أتعبت سرب اليمام
لا واصل يملأ فراغ الأيدي ويمني خاطر الحب المتعدي بين الانكماشات التي غزت وجوه المتبقين في شحنات النزوح
هذا الليل يكبو 
والشروخ على منحياتها تفترس الأيام
فأصبو اليك يا لحني الشارد دروب الجفاء
وأرنو بمهجتي من أفريز الذات 
أن تدب الحركة محرمة الصيد منزوعة الصياد
محمد محجوبي 
الجزائر