جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( جِسرُ التَنَهُّدات. )
إلتَقيتها وكانَت تَعبُرُ الجِسرَ
في غابَةٍ عَذراء ... يُشعِلُ ألوانَها الضِياء
لَم تَزَل بِكرا
مَظهَرُُ فاتِنُُ ... لِغادَةٍ يَلُفٌُها الإغراء
جِسمُُ جَميل… وخَصرٌ نَحيل ... كما الزَنابِقُ إذ تَميل
في رَوضِها تَلتَوي كَأنٌَها سَكرى ... أو شابَها الإعياء
تَخطُرُ بِرَوضِها في حَياء
سُبحان من أتقَنَ خَلقَها .... حينَما شاء
سُبحانَهُ رَبٌُ السَماء
والوَقتُ كانَ حينَها قَد جاوَزَ العَصرَ
سألتها… وأنا مُستَغرِبُُ… مُرتاب
يا غادَتي .... هَل أنتِ تائِهَةٌ في الغاب ?
نَظَرَت نَحوي في بُرود ... وإرتِياب
كأنَّها لا تُدرِكِ الجَواب
أنا أجول ... بَينَ الورودِ والزُهور ...
أحومُ فَوقَها .... كما الفَراشاتُ والطُيور…
أجَبتَها : وهَل تَطيرُ الزَنابِقُ والزُهور ..
وهي تَحومُ أوتَدور ؟
إنٌَها من غَرائِبِ الأمور !!!
ضَحِكَت .... وهي تَقول : هَل أنتَ تائِهُُ تَحتار ?
أم أنٌَكَ تَسكُن في الجِوار ?
قُلتُ : بَل أنا سائِحُُ سَيَّار
هَل تُكمِلينَ مَعي المشوار ?
أحميكِ مِنَ الأشرار
أو مِن غَدرِ غَدّار
فَأنا فارِسٌ مُغوار
قالَت : ولكنَّهُ آمِنٌ الغَاب
قُلتُ : بَل فيهِ قِطعانُُ من الذِئاب…
رَمَت بِجِسمِها عَلى جَسَدي
كأنَّها خَشِيَت مِن غادِرٍ وَثَّاب
تَلَعثَمَت ... لَعَلٌَكَ كَذٌَاب ؟
ضَمَمتَها أشعَرتَها ... بأنٌَني فارِسُُ غَلٌَاب
لا يَنطِقُ إلٌَا بالصَواب
أحسَستُ بِجِسمها الغَضٌِ النَديَّ ... يا لَهُ الأُقحُوان
أمِنَت بأنٌَها ... بِصُحبَةِ فارِسٍ لَن تُهان
وأنَّني رَجُلُُ لا يُستَهان
فإستَسلَمَت والعُيونُ تَرنو في أمان
والشِفاهُ سِحرَها ... يوقِظُ في مُهجَتي الحَنان
أنفاسَها بَراعِمُُ وعُطورُ نَرجِسٍ وبَيلَسان
خَمرُُ يَذوبُ في الوَريدِ ... يُحَرٌِكُ الوجدان
نارُُ ... في دَمي ما لَها دُخان
قَد ألهَبَت من حَرٌِها الشريان
ضَمَمتَها ... لِصَدرِيَ .... فَألتَقى الخافِقان
أفَقتُ مِن غَفلَتي ... ولَم أزَل في نَشوَتي ... وَلهان
لا سيٌَما وأنٌَها ... قَد أسبَلَت في وَجهِها .... الجَفنان
وَعِطرَها لم يَزَل في خاطِري مُصان
يا لَها من رِحلَةٍ في الجِنان ...
بقلمي
المحامي. عبد الكريم الصوفي
اللاذقية. … .. سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية