جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الحبُّ أصلُ الرّؤى
شعر: صالح أحمد (كناعنة)
///
بأمّ وعيي رأيتُ الحلمَ مُنتَحِرا
والآه تُفــرَغُ حتى من مَـعـانيــها
.
والصّمتُ يجزَعُ من صمتي ويترُكُني
لا الرّوح روحي ولا طُهري يُدانيها
.
بي رغــبة لا تَشي إلا بِمُعـضِلَـتي
فالخَلطُ يسكُنُ أفكاري ويُرديها
.
اللّونُ يحكُمُ آمالي يُشــتِّــتُـهـا
ينأى الجُمـودُ بهـا عنّي ويُنئيها
.
راوَدتُ نفسي كثيرًا كي أساكِنَها
وهمُ الكمالِ بها يَشـقى فَــيُشـقيها
.
الحبُّ أصلُ الرّؤى إنسانُ مَرحَمَتي
لوحدَةِ الكونِ إحسـاسـًا يُجَــلّـيـها
.
للّـيــلِ تسـكُنُ آلامي وتَـتــرُكُني
أحـتـاجُ أمنيتي شـوقــا أعــانيـها
.
فالليلُ مُنعَطَفُ الآلامِ يحضِنُها
ويدفـعُ الـرّوحَ للأشــواقِ تكويها
.
فجري يُغَرِّبُني عن هَجعَتي لأرى
إنسانَ شَـوقي ذَوى هل كانني فيها؟
.
معاذَ صوتِ النّهى أن يَستَقيهِ غَدي
مادامَ صــوتي صدى روحٍ أعـاديـهـا
.
والنّفسُ تعشَقُ دنياها وما وهِمَت
من حُسـنِها فـتنةً قد خابَ باغيها
.
والرّوحُ ما أنكرت في الأرضِ غُربَتَها
يَــتيـمةً قـد غَـدَت تَحــيـا تَدَنّيها
.
معـراجُها رَغِــبَـــت ألا يُــفــارِقَــهــا
لكنّ ليــلَ الهـوى أغــرى سَـواقيـها
.
هامَت فهانَت وما تدري لِشِقوَتِها
أنّ الهـيـامَ ثيابَ الــرّزءِ كاسـيها
.
تّرومُ مُؤتَلَقَ الأحلامِ عاشِـقَـةً
والعشقُ يُشقي النُّهى يُلغي مَراقيها
.
في مسرَحِ الحُلمِ في دُنيا تَصارُعِنا
تَشــقى القلـوبُ وتهــوي عَن مَعاليها
.
لا يَمنَحُ الفَجرُ فيها مِن مَلامِحِهِ
إلا نُـفــوسـًا تَسـامَت في مَـرامــيها
.
لا تعشَــقُ الرّيحُ فيها مَن يَلينُ لها
بل قَـد تُواتي جُنونًا مَن يُجافـيها
.
يا سائلي عن غَدي هل كُنتُ بالِغَهُ؟
فَـلـتَـسعَ إنّ الدّنى دانت لِــراعـيـها
::::: صالح أحمد (كناعنة) :::::
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية