دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

 

♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ 
♥ حواء ♥ المخلوقة ♥ الرائعة 
♥ ♥ أمى أول من أسمعنى (لا يكرمهن إلا كريم) ، وفى بيتنا رأيت أمى وأبى كيف يعاملون أخواتى البنات ، كن يتمتعن بالكثير من الحب والتقدير ، حتى أمى كانت تعلمهن الكثير من الأعمال المنزلية بقدر كبير من الحب ومن الصبر ، وهذه الأعمال كانت أمي لا تعلمنى إياها ، وتقول لي هذه الأعمال يجب أن تتقنها كل بنت ، وأنت يمكن أن تعرف عنها بعض الشئ حتى تساعدها إذا هي طلبت منك ، وكانت في بيتنا بيانو ، وهو عتيق قالت لي أمي أنه كان في بيت أمها تعلمها العزف عليه ، كما تعلمها الطهي ؛ وحياكة بعض الملابس ، وهكذا فعلت أمي مع أخواتي البنات ؛ وكانت تصر دائماً على أن توضح لي أن الذي يظن أن يعامل الولد غير معاملة البنت من حيث الحب هو مخطئ بلا شك ، فالبنت مثلها مثل الولد ، وتزيد عنه في أنها تنظر للولد بحنان الأم ، وتقول لى تكلم بالحب معهن ، لأن لغة الحب هي التي تسبب بينكما القرب ، وكبرت على أن المرأة شىءٌ غير عادى ، مفتاح شخصيتها هو الحب والإهتمام ، وعرفتُ من أمي ، أن هن مثل النحل تعطى العسل الذى هو شفاء من كل داء ، ولكن إذا أحببتها وشعرت هي معك بالأمان والإهتمام ، وإلا ستجد منها اللسعات التي تجعلك من الحيرة لا تنام ، وإياك أن تكون لكَ زوجة وتنظر لمرأة أخرى ، فكل النساء سواء ، وإياك أن تتكلم مع زوجتك أمام أولادك بصوت يظن معه الأولاد أنك منها غاضب ، وناقشها ولا تحسب أن رأيك هو الصائب دائماً ، فإن لها كما لك عقل يفكر ، ولا تتعود على رفع صوتك في البيت فهي برقتها تنزعج من الأصوات العالية ، ودائماً إجعل وجودك في البيت سعادة لها ، ولا تجعلها تندم على إقترانك بها ، وهكذا تعرفت من الصغر على معنى الفروق بين البنت والولد ، ولما كبرت وجدت أن أدفىء الأحضان هو حضن إمرأة تحب بصدق ، وهكذا تعودت على أن أحترم النساء ، فهن عندى كلهن هوانم ، حتى ولو وجدت الأخرين يضحكون عندما أتعامل بإحترام معهن ، ويسعدني أن دكتور زميلة لي في الجامعة عندما توقع علي أية أوراق توقع بإسمها وبعده تكتب هانم ، وتقول لقد وصاني كاتب هذه السطور أن أتمسك بحقي أنني هانم ، والبعض تعتقد أن هذا تكلف ، وأنا أصر على أن هذا حق ، يجب أن تتمسك به المرأة ، حتى نعود الى عصر الإحترام ، الذي كانت فيه الأشياء في مكانها ، والعلاقات يسودها الود ، فلا يجلس الرجل قبل المرأة زوجة كانت أو غير ذلك ، ويتكلم بلغة راقية مع المرأة ، زوجة كانت أو غير ذلك ، لذلك أكتب دائماً (معاً للإرتقاء بالذوق العام) ، وبذلك أدعو الطلبه الذين هم المستقبل الي إعادة الجمال الي الحياة ، ولما كان هذا سلوكي ، لذلك أصبح لى فى كل بلد زرتها حبيبة ، وفى كل لغة أتقنتها صديقة ، وأقولها دائماً ، تحية لكِ يارائعة الحياة.
♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

 

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 92 مشاهدة
نشرت فى 8 يناير 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

579,968