جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
لا عشب يعاود غناءه
الا عشب الذكريات يرتدي قشيب السهاد
وسوسنة التوحد
في جهار التضاريس المرتبكة
تبارك نشواتها المرتحلة
. . .
هو العشب لا غير
في قفار صدف مورقة بتشكيلنا الليلي
سقف الأشواق كان ههنا يعاجل الظلال ظلالنا
والشارع القديم الذي فتت حبات الذات
لم يعد مسعفا للرغبة . . بعدما استوطنته أعاصير الغربة
والضحكات
التي اينعت من وهج الكف
تلاشى مطرها الخاطف
. . .
وقد أوصانا جمر ذالك المساء وصاياه على شفاه وردة تتناسل شاشات قلب
ما قاله المساء للوردة
كتبته أنامل الريح
واتسع الجمر
نهايات الشذى
وتكوم الليل بين نظراتنا يبتهل الاحتواء
. . .
وقد ذهلت جحافل القصيد
وهي مرتعدة في حضرة العشب الوحيد
ينسلخ من ماء الى ماء . . يشق بنا ساحل المساء الأخضر
يلوح بشال أصيل يتيم متيم
يتسلل حبات رمل ليطفو سطوح توق على بخار مصفد بشموع
ساعتها ذابت عيون الصيادين في دوارات العشب
تشدق البحر ببعض أمواج
بقي العشب يخطو بعيوننا المترقبة
يداعب كفا على كف بإمعان التراخي
بقي العشب ثملا بدموع الغيم
يملأ جوف البحر بضوئه المسكون
لا يمانع في لثم السماء بخضرته
يمازح جدائلك المحمومة بفعل الانعتاق
يقول لي :
بيني وبينك ' فرح وأنات
بيني وبينك ' أفق لهمسات
. . .
فالقول ما قاله عشب من صبيب الذكريات
. . .
للينابيع كلها
أشتاقك . .
لخاطر العشب الفحل الودود
اشتاقك الدفتر القديم بتوقيعات حرف ملاك ' والشعر متفتح يراك
والشارع القديم .. مترهل شتاء
يمدد شريان المساء
اشتاقتك النواريس في حلم المعزوفات
تلك الينابيع تصحو بنعيمنا
تكاشفنا ببحر يصفق خوالجنا
. . .
فينبغي . . للذكرى أن تلهو بنا وتحوم
وينبغي لك ' أن تعصريني نبيذ عشب يطرب النجوم . .
لتحلق الغفوات جذب الانبعاث تخوم . .
صنيع العشب ' تولى
توارى . . في ذكراه يلجم القلب
ممزق بمخالب ليل حقود
محمد محجوبي
الجزائر ___ ينابيع ذكرى
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية