♠ ♠ ♠ ♠القصة القصيرة♠ ♠ ♠
♠
♠ ♠ ♠ الحب والطفولة ♠ ♠ ♠
♠ ♠
كانوا أطفال أربعة ، بنتان وولدان ، والأكبر هو الولد ، وجميعهم تحت العشرة عمراً بكتير ، وفجأة سكنت الشقة المجاورة لهم أسرة بها بنت صغيرة ، عُمرها لا يتجاوز الخمس سنوات ، جميلة وهادئه وتنطق السين بطريقة مختلفة جميلة ، تعرفت الأسرتان والغريب أن بنتهم الصغيرة إرتبطت أكثر مع الولد الذي يكبرها بعامين ، حتى أنها كانت تطرق باب الشقة لتسأل عن صفصف الذي كان إسمه صفوان ، وكانت تنادية بهذا الإسم دائماً ، ولم تكن مرتبطة بالبنات إخوته مثل إرتباطها به ، حتى أنها كانت تجلس معه بالساعات في البلكون ، تتكلم بلسان هو يأنس من كلامها معه وتستمر السنين ويزيد الإرتباط بينهما ، وبعد أن بلغت العاشرة شعرت أنها كبرت ، وهو كذلك فزاد الإرتباط بينهم بشكل كان يسعد أبويهما ، فقد كان هو متفوق جداً في دراسته ، وهي كذلك وكانت تملئ له كشاكيله بالزهور وكان هو أيضاً كذلك ، وفي يوم من الأيام أخبر أب الأسرة الأب الجار أنه قد إنتقل من القاهرة الى محافظة أخرى ، وسوف ينفذ الأمر الأسبوع القادم ، مما أدى الى أن البنت قد أصابها شئٌ من القلق والضيق فكانت تقضي كل الوقت حتى الليل مع صفصف في البلكون ، وتبكي باقي الوقت وجاء يوم الوداع وكأن شيئاً هائلاً قد حدث ، الغريب أن والديها لم يخبراها عن أن السفر في هذا اليوم ، فظلت تصرخ لهم وهي تراهم يحزمون الأمتعة ، ولا تريد مغادرة المكان وكان أبو صفوان قد أخذه خارج البيت يوم سفرهم ، وهو كان أكثر هدوءً منها ، وظلا خارج البيت حتى الليل ، ثم عاد الي البيت لتخبر أمه أباه كم كانت البنت تبكي وتنادي صفصف لا تتركني ، ومرت الأيام وكبُرت البنت ونسيت صفصف ، فقد دارت عجلة الحياة وتزوجت البنت وأنجبت بنين وبنات ، وتزوج هو كذلك ، وفي يوم كان مدعوا في الجامعة الموجودة في البلدة التي رحلت اليها ، وفجأة وجد سيدة جميلة تعمل في ذات الجامعة ، نظر اليها ونظرت إليه ، ثم بادرها أنتِ فلانه قالت له وأنت فلان ، ثم عرفته على رجل أنيق قالت زوجي الدكتور (م ح) ، وفجاءة قالت لزوجها أتذكر القصة التي ذكرتها لك وأنا طفله عندما كنا في القاهرة هذا هو بطلها ونحن أطفال إبتسموا جميعا وبعد السلام تفروا ، وبطلنا يبتسم ويقول سبحان مغير الأحوال ولا يتغير.
♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى