جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
(( غادةُُ تَرِدُ الماء ))
وردت لِلحَوضِ تَمشي على مهلِ
مِثلَ الغَزالَةِ تخطو في جَفَلِ
قُلتُ : هُل أنتِ خائِفَةُُ؟
أم تَشعُرينَ بالوَجَلِ ؟
قالَت ما شأنَكَ يا فَتى ؟
قُلتُ : أنتِ غادَةُُ في هكذا مُعتَزَلِ
أما تَخافي الأشقِياءَ في السُبُلِ
قالَت : أأنتَ مِنهُم وَلَم تَزَلِ ؟
قُلت : ُ لا قَدَّرَ الَّلهُ لا تَسألي
فارِسُُ أنا ولِلصهَواتِ أعتَلي
فَهَل أتَيتِ لكَي تَغتَسِلي ؟
قالَت: بَلى
قُلت : ُ هيَّا إنزِلي
قالت : أأنتَ فارِسُُ لِلحِصانِ المُحَجَّلِ ؟
قُلتُ : بلى ... فَهَيَّا و لا تَخجَلي
فَأنا حامي الحِما فَعَجِّلي
قالت : لِتَستَدِر و لا تَتَمَهَّلِ
فإستَدَرتُ نِصف إستِدارَةٍ مُتَثاقِلِ
قالَت : لِتُكمِلِ الدَوَرانَ ... لا تَكسَلِ
أكمَلتَهُ كَأنَّني أمشي على مِقَلي
سَمِعتَ صَوتَ الماءِ سَلسَبيلاً يَنزِلِ
تَلهو تَغوصُ وَتَعتَلي
قُلتُ : في نَفسي ...
عاهَدتَها كَم أنا فارِسُُ مُغَفَّلِ
صوتُ غرابٍ صاحَ من فَوقِها راحِلِ
إنتَهَزتُ الفُرصَةَ ... قُلتُ :
هَل أُصِبتِ بالوَجَلِ ؟
حوريَّةُُ كانت بِجِسمِها المُبَلَّلِ
عَشِقتُها وَرَمَيتُ السَيفَ والمِنجَلِ
وقَلتُ عُذراً ( أبا زَيدٍ المُهَلهِلِ )
نَكَستُ بالعَهدِ مُرغَما
وَلا أُحِبُ كُلَّ مَن يَخذِلِ
عاتَبتُ نَفسي بَعدَها قائِلاً :
يا لَيتَني لَم أفعَلِ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية