جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
مواقفنا تُعرّينا
شعر: صالح أحمد (كناعنة)
///
لاهـونَ مَركِبُنا يَـرنـو لِماضيـنا
عافــون والـدّنيا كانت بأيدينا
.
أرواحُنا ما اهتَدَتْ تَشقى تُعاتِبُنا
ظمأى تُرجّي سَـرابًا في بوادينا
.
ما مِن صَهيلٍ هنا يَحكي تَباسُـلَـنا
وهمًا جنوحُ الرّؤى يُغري تَرائينا
.
على جنونِ النَّوى نَقضي ويَسكُنُنا
ليــلٌ نَلــوذُ به نَطــويه يَطــويـنا
.
نَسقيهِ ما نَسـتَقي من ظَنّنا شـغَــفًا
نُعيرُ لــونَ الرّدى معنى تَعازينا
.
كم لـفّنا الصّمتُ في أفـياءِ سَـكرَتِنا
والصّمتُ روحُ السّدى تُحيي تَشظّينا
.
لا يبزُغُ الفجرُ حتى تنجلي حُـلَـكٌ
والنـّورُ يُهدي الرّؤى مَجلى تَصافينا
.
يا ليلُ ويحَ النّهى صَيَّرتَنا شَــفَقًا
كم كُنتَ كفَّ السدّى تُذكي تَهاوينا
.
باتَت مَواجَعُنا للوهمِ تُســلِمُنا
نشكو... مواقِـفُـنا باتَت تُعَـرّينا
.
نمضي جنونُ الهوى يقتادُ خطوَتَنا
وما يُغَـذّي الهَـوى إلا تَمادينـا؟
.
ويلاهُ ليت الهوى يُذكي مَواجِعَنا
أو لَـيـتَهُ يُـغـني إلا تَـبـاكيـنا
.
عذرًا دمشقِيَ لم تفديكِ أمنيتي
وجمرةُ الحـسّ نُهديها فَتُـشقينا
.
عذرًا فنارُكِ لا تَـشــتاقُ أدمُعَنا
لو كانت الخيرَ ما ارتاحَتْ أعادينا
.
وغارت الرّومُ لم تَرجع لمَشرِقِنا
وما اسـتَـفادَت مَجـوسٌ من تَلَهّـينا
.
وما استباحَ عَدُوٌّ أرضَ مقدسنا
وما اســتَـبَـدّ غريبٌ في نواصينا..
.
بغدادُ عذرا ألِــفنا قَهرَ أنْفُسِــنا
فَـمَـن يُعَـلِّـمُنا قَـهـر الـهَـوى فينا
.
أو مَن يُعلّمُنا حرفًا يُترجِمنا
جرحًا تَأبّى على معنى تَـأسّـينا
.
والقدس تسأل عن جدوى تَحاوُرِنا
نحن الألى للسُّدى صِرنا شَـرايينا
.
نُهديكِ ما لا نرى مِن عّذرِنا صفةً
وهـمًا ويَـبـقى بها زورًا تَغَنّيـنا
.
يا قدسُ كُفّي النّدا ماذا سوى عطشٍ
يا جنّـة الأرض قد يَجني تَراخينا
.
يا رعشة الموت مرهونٌ لها عنقي
ويصير ليل الرّدى يُشـقي تَـناسينا
.
كلّ الشّـوارع قد ضاقت بأمتِـعَـتي
كيف ارتَضيتُ شرودي دونها دينا؟
.
يا شامُ عزّ الصّدى من أحرفٍ صَمَتَت
أأقصّ عنك الرؤى والليلُ يَحوينا
.
شقّي ثياب الدّجى عودي مرايا الفضا
يأتيكِ صوت الـنُّـهى.. كُنّاكِ كونينا
.
يا أخت فجري أنا أحرقت أشرعتي
مذ باتَ فيك المدى معنى تَجافـينا
.
سكنتُ قلب الرّجا.. مَنحتُهُ لغتي
أمّـلتُ فيهِ الـنِّـدا يَحـيا ويُحيـيـنا
.
أمّـلـتُــهُ أفُقًا معــنــاهُ لُـحـمَـتُنــا
تَزهــو ولونُ الهــدى فيها يُحاكينا
.
يشفي الجراحات في صفحٍ ومكرمةٍ
ويعودُ صوتُ الهـدى للحقِّ حادينا
::::::: صالح أحمد (كناعنة) :::::::
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية