جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
حكي عن المطر
_________
في البدايات
كنا ' كما تكون الحياة سخاء من مطر
ورثنا كم من بذور كانت مفخرة التراب وقد كان المحراث الخشبي ارث الخواطر يثلم الحقول ويسافر بشراهة الضوء
حينها ' كان للشجر جذورا يمازح نشوة الماء
كان المطر وكان الشجر وحتى الحجر كان يبدع ينابيع فضية رقراقة
فينسلخ الطير من رحلة الى رحلة يحضن نغمه بشهد الزقزقات
فلقد ظل المطر هكذا نبع منا واليه
يحاورنا بمروج على سواقي
ويقبل قلوبنا بمواسمه الجنونية
في البدايات - دائما تكون للصباحات فيضها
فتزاول النسوة شؤون المطر
والرجال يتهافتون على هدايا المطر
والحقول تنبض بأعشاب
كما الجبال تعاود لعبة الثلج على قممها الشماء
في البدايات
لم تكن لشؤون أخرى مثل شعاب الدين ومروق السياسة وبهلوانيات الغبار
كلها لم تكن زرقة في عين قصيدة نامية
كل ما في الأمر
أن الزخات المطرية كانت تصيب نغم القلوب
تغفو الأيام
تجيئ النجوم مفعمة بوجد
يفترش القمر مملكة الليل
فتسبح أحاديث لطيفة رقيقة
تمجد سحر المطر ' فتذوب الخلائق كما تنطلق الدواب منطلقات وديان وسواقي ' يحوم حمام ضفاف خيال
لا ينتهي رقص المطر
في البدايات
نبت الوفاء على رياضه يتباهى بثمار
فتعطر وجد وردي يهمس للحقول أن تجيش بنبيذ شعر نادر
فقد حق للمطر
أن يرسم مكانه انسانا
بدون تحيز بين الفصول ' كان الزمن كعقد ثمين يرتب سعادة واعدة بقلوب
فقد نضج القمح والمطر ما لبث أن يرقص باستمرار
محمد محجوبي
الجزائر
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية