إلى الأرواح البريئة التي سقطت على يد الخبث والمكر والخداع بيت يدي الله عز وجل الى شهداء مصر ..........
الجمعة السوداء
وَتَخَاذَلَ اللَّيْلُ الُمغَلَّفُ بالضَّبَابْ 
وَكَأَنَّهُ يَرْوي حَكايَةَ غَاصِبٍ 
ثَمِلٍ عَلى بَابِ النِّفَاقْ
رَكِبَ الخَديْعَةَ حَيْثُ تَابْ 
وَتَلَحَّفَ المحرابَ ظُلْمَاً 
حينَ صَلَّى الفَجْرَ يُقْسِمُ 
قَدْ دَنَا يومُ الحِسابْ 
*** 
وَاسْتَفَاقَ الجَمْعُ مَعْ وَحْي الصَّبَاحْ 
يَبْذُرونَ القَمْحَ في وَجْهِ السِّفَاحْ 
وَتُحيطُهُمْ منْ فَوْقِهِمْ 
وَمنَ الأمامِ أَمَامُهُمْ 
ذَاكَ الخِطَابُ مُناشِدَاً 
أَنْ حَيَّ عَلى الفَلاحْ 
***
سَجَدُوا جَميعَاً وَتَطَهَّرَتْ تِلكَ الجِبَاهْ 
في البيْتِ في المِحْرابِ 
عِنْدَ اللهِ قَدْ راقَ الصَّلاحْ 
لَمْ يُغْنِ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ 
رَفَعُوا الأيادي 
وَاستَخارُوا جُمْعَةً 
لِمَنْ رَفَعَ السَّمَاءَ 
مُبَارِكَاً مِنْهَا المياهْ 
***
صَلُّوا إلى اللهِ يَصْحَبُهُمْ دُعَاءْ 
وَتَبَدَّلَتْ تِلْكَ الدُّمُوعُ إلى الدِّمَاءْ 
وَتَعَطَّرَتْ أرواحُهُمْ عَبَقَ الشَّهَادَةِ 
تَرْتَقِيْ جُنْحَ الضِّيَاءْ 
مَا كانَ قَتْلُ الأبرياءِ 
إلاَّ خِسَّةً 
قَدْ عَانَقَتْهَا مَعَ القَلْبِ 
الخَديْعَةُ وَالرِّيَاءْ 
فَلتَشْهَدُوا أنَّ الشَراِئَع 
رِفْعَةً هِيَ مِنْْهُمْ بَرَاءْ 
الشاعر : محمد العصافرة * فلسطين *